د.ماجد عزت إسرائيل

 تَدْشِينُ  الكَنِيسَةِ أو تكريسها يعنى الصَّلاَةُ فِيهَا وَمُبَارَكَتُهَا قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهَا أَحَدٌ، أي تخصص   لأشياء معينة لله، فلا تُسْتَخْدَم إلا في خدمة الله. ويتم التدشين بالدهن بزيت الميرون المقدس.  فَتَدْشين الكنائس يتم بالصلاة طوال الليل، كما تُدَشَّن الأيقونات وأيضًا تُدَشَّن الأواني المقدسة الخاصة بالخدمة. وعملية التَدْشِينُ تعتبر أيضًا من مهام البطريرك بجانب سيامة الرهبان أو الأساقفة، أو الآباء الكنهنة، أو التعليم والتوضيح والتفسير، والرعاية لشعب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في كل بلاد المسكونة. 
 
 واليوم الخميس الموافق ١٦ برمهات ١٧٣٧ ش/ ٢٥ مارس ٢٠٢١ م قام صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني تدشين ثلاثة مذابح في دير مار بقطر بالخطاطبة وبالتحديد في كنيسة الشهيدة فيلومينا بدير الشهيد مار بقطر بالخطاطبة، بمشاركة عدد من أحبار الكنيسة إلى جانب صاحب  النيافة الأنبا ساويرس أسقف ورئيس الدير. حيث دشن قداسة البابا تواضروس الثاني المذبح الرئيسي على اسم الشهيدة فيلومينا، والمذبح البحري على اسم القديس الأنبا بيشوي، والقبلي على اسم القديس يوسف النجار. وقد تحدث قداسته بكلمة عقب إتمام الطقس عن المراحل الثلاثة التي استخدمها سليمان الحكيم ووردت بالكتاب المقدس.. وهي نفس النصوص المقدسة التي تستخدمها كنيستنا القبطبية الأرثوذكسية عند تكريس كنيسة لخدمة الله... والآن عزيزي القارىء الكريم آتركك مع نص كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني والتي ألقاها بدير مار بقطر بالخطاطبة؛ وهذا نصها : بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، تحل عينا نعمته ورحمته وبركته من الأن وإلى الأبد آمين.
 
كل سنة وأنتم طيبين، يعطينا الله نعمة في تدشين هذه الكنيسة الجميلة وكما علمت من نيافة الأنبا ساويرس أنها أول كنيسة على اسم القديسة الشهيدة فيلومينا في الكرازة المرقسية كلها في مصر والخارج، يوم التدشين يوم مهم لأنه عيد ميلاد الكنيسة ونستخدم الصلوات التي استخدمها سليمان الحكيم في
تدشين هيكل سليمان في العهد القديم والصلوات تدور حول ثلاث مراحل:
 
١-  المرحلة الأولى نطلب فيها الرحمة من الله ويكون المرد "يارب ارحم" وهي الكلمة الوحيدة التي يستطيع أن ينطق بها الإنسان أمام الله لذلك تعلمنا الكنيسة أن نبدأ صلواتنا ونقول مزمور التوبة "ارحمنى يا الله" ونصلي كثيرًا كيرياليسون.
 
٢- المرحلة الثانية: يقف الآباء حول المذبح الذي سوف يتم تدشينه ويكون مرد الصلوات "آمين"،  ونذكر أن المذبح يقدم لنا الحياة الطاهرة ويساعدنا على غفران خطايانا ويعلمنا أن نتخلى عن الأفكار الجاهلة، ونقول لربنا استجب يارب ونرشم المذبح بعلامة الصليب بدون استخدام الميرون.
 
٣- المرحلة الثالثة نضع زيت الميرون المقدس ونذكر اسم المذبح ومكانه ونرشم الثلاثة رشومات ونمسح المذبح بالكامل بزيت الميرون علامة التدشين والتخصيص ويصبح هذا المكان لا يستخدم سوى في الصلوات، والمرد هنا يكون "هليللويا"، مرد الفرح. وهذا يُحدِث تواصل بيننا وبين القديسين في السماء. ويصبح هذا اليوم يوم فرح، وهو العيد المحلي للكنيسة.
 
قمنا بتدشين حامل الأيقونات وأيقونة الشرقية في الثلاثة مذابح:
- المذبح الأوسط على اسم الشهيدة فيلومينا
- المذبح البحري على اسم القديس الأنبا بيشوي 
- المذبح القبلي على اسم القديس يوسف النجار 
 
 ويوم التدشين بداية جديدة والتدشين آخر خطوة في إنشاء الكنيسة. نحن نتذكر أبونا أنجيلوس وتعبه في هذه الكنيسة والدير والآباء الرهبان. ومبروك عليكم نيافة أنبا ساويرس كأسقف ورئيس الدير.
 
باسم كل الآباء الأساقفة والآباء الكهنة وكل آباء الدير وبعض الأديرة الأخرى ومع كل الشعب. العمل كله جميل ويشترك فيه كثيرون من أول الحفر وحتى اكتمال العمل بهذه الصورة الجميلة. نشكر كل المهندسين والفنانين والعمال وكل إنسان قدم من عطاياه من أجل أن تقام هذه الكنيسة الجميلة