كتب – روماني صبري 
قال الإعلامي والمفكر والكاتب الصحفي، إبراهيم عيسى، ان الكراهية وفقا لدراسة لها أنواع شتى، وأنها تكاد تتوزع على كافة المجالات فتعطل الحياة كما تعطل القلب والعقل، لافتا :" صاحب هذه الدراسة القيمة والمهمة هو الباحث الكبير الدكتور محمد عز العرب/ رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، مشيرا جاءت الدراسة بعنوان " كيف تسهم الكراهية السياسية في تغذية عدم الاستقرار بالشرق الأوسط." 
 
وفي إطار ذلك، قال الدكتور عز العرب خلال حلوله ضيفا على برنامج (حديث القاهرة)، تقديم عيسى على فضائية "القاهرة والناس"، :" للكراهية أشكال مختلفة، وثمة عدم استقرار مسيطر عليها، عكس الفوضى، مشيرا :"الحوثيون في اليمن يترجمون الكراهية المنتشرة بين الطوائف المذهبية والدينية."      
 
مضيفا :" بدأت تتزايد ملامح الكراهية منذ عام 2011، وأبصرنا بعد هذا العام موجات مختلفة من الكراهية، ترتفع حدتها أو تقل على حسب الأحداث سواء داخل الدول أو فيما يخص العلاقات بينها، كذلك علاقات الدول الإقليمية بالشرق الأوسط وما بين العالم." 
 
مشددا :" منسوب الكراهية يتزايد بشكل كبير في الشرق الأوسط، انطلاقا من السياقات الحاضنة له، وهي : الاحتجاجات الجماهيرية، وتأتي بعدها الصراعات المسلحة، ثم تعصر المراحل الانتقالية، ثم ملء فواعل مسلحة عنيفة من غير الدول لكيانات الدول، تدخلات لأطراف أجنبية بالشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط.
 
مستطردا :" كل ما ذكرته يغذي الكراهية ويدفعها قدما بشكل كبير، والتيارات الدينية أسهمت بدور كبير في تأجيج منسوب هذه الكراهية في الشرق الأوسط.
 
لافتا :" وأقول ذلك لان التيارات الدينية هي من استغلت الأوضاع الصعبة التي مرت بها دول الإقليم في محاولة لتغيير هوية هذه الدول، فهدف تيارات الإسلام السياسي وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين لم يكن الاستحواذ على السلطة بل تغير هوية الدول." 
 
ولفت الباحث الدكتور محمد عز العرب/ رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إلى أن تغيير هوية الدول لا يرتبط فقط بالسياسة والاقتصاد، بل بالسيطرة على التعليم والثقافة، وان الكراهية أحيانا لا تكون واضحة للعيان، وهذا احد التحديات." 
 
مشيرا :" التمثيل البرلماني في عهد الإخوان الإرهابية كان غريبا على مصر، وهذا ما أبصرناه حيث رفضوا حالة التنوع والتعدد بالمجال السياسي والتي كانت تميز مصر في بدايات القرن العشرين، لان هذه الجماعة اقرب للفاشية الدينية.
 
موضحا :" دائما تروج التيارات الدينية بأنها (جماعة ربانية) لديها رسالة محددة، لإرساء بعض القيم الأساسية، وتأتي ممارستهم معاكسة تماما لذلك، فهدفها الحقيقي هو الوصول للسلطة وتغير هوية الدول، وحرق الإخوان الإرهابية للكنائس عكس كراهيتهم للآخر، ووجود كراهية بين الطوائف المذهبية والدينية.
 
مشددا على أن الكراهية الدفينة تكون بين قوى الحراك الشعبي والنظم السابقة، موضحا :" حين يصل اليمين المتطرف للسلطة يضع قواعد مجتمعية جديدة توافق أفكاره ويظل يدافع عنها، فالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من اليمين.
 
مستطردا :" لذلك رفض ترامب دخول المهاجرين الولايات المتحدة الأمريكية، واتبع سياسة إقصاء الآخر، ما يسمح بالكراهية،  كما راح يصف فيروس كورونا بالفيروس الصيني، في إشارة إلى أن الصين سبب هذا الوباء."