Oliver كتبها
-كما أن الله مصدر الأبوة في الوجود فهو بذاته مصدر الأمومة في الوجود.إن الأمومة في الخليقة علامة أكيدة على وجود الله.لأن ما تمارسه كل أم يفوق الطبيعة.لا تقدر عليه من لا أمومة فيها.إن بذل  الذات بلا مقابل هو عمل إلهى ممنوح مع الأمومة.المحبة غير المشروطة مأخوذة من إله أحب بلا شروط.إحتمال الضعفات و الصبر على السقطات و الرعاية الدائمة هذا قلب الراعى الصالح و قد سر أن يعطي من قلب أمومته لخليقته.من يلملم الشتات و الفتات مثل الله بأمومته الفريدة و مثل كل أم.
 
- بالأمومة يقود الله البشرية لتعرف المقدار الهائل لما يمكن أن يحتويه قلب الأم الحانى فإن كانت الأمومة سر فالله واضع فيه بعضاً من أسرار محبته.حتى الذين ينكرون الله لا ينكرون الأمومة فصارت الأمومة علامة على من وهبها.يفتخر الكل بأمه كأنها الأم الوحيدة في الكون و هى بالفعل الوحيدة في عالمه الخاص و هى الأعظم لكل من يتمتع ببعض من عالم الأمومة.تبق الأم كالبرق يشير للسماء.للأمهات أسرار و قلوبهن تحفظ الأسرار لهذا صمتت العذراء لأن سر الأمومة لن يستعلن إلا في السماء حين تنكشف أسرار القلوب.كأن في قلب الأم الحب و الدينونة .لهذا أكرم أباك و أمك.
 
- الله أب الكل هو أم الكل أيضاً.يعزينا كطفل تعزيه أمه.لكن أمومته مترفعة عن كل وهن فإن نسيت الأم رضيعها فهو فوق النسيان.الله يشبه نفسه بالأم كى نعرف حنان الأم بكل صوره.جعل العروس كنيسته أم لها بطن هو المعمودية و لها بنين بعد أن كانت عاقر و هى تربيهم بمشورة عريسها الذى جعل منها أم و بطن و حضن .تأتى بهم إلى عريسها قائلة ها أنا و الأولاد الذين منحني الأمومة لأربيهم في طريقه .
 
- جمال الأمومة أنه مهما تكرر يصبح جديداً.مهما تعجبنا من عظائمها نقبلها كحقيقة.مهما تعددت الأمهات فالعظمة تصحبهن و الفخر بهن لا يتوقف.إننى أتعجب قدام قول المسيح ألم أقل أنكم آلهة لعله يقصد بالأخص ما تفعله الأمومة فهو من أعمال الإله.الذى فيه الأبوة و الأمومة معاً لكى يؤهل كل إنسان أن يحمل الإثنين بلا تعارض فى قلبه.لذلك كم من آباء فيهم قلب أم و أب و كم من الأمهات فيهن قلب أب و أم لكن كل دور يظهر فى حينه.
- إن التهنئة وصلت لكل أم بوصولها لأمومة الله.عيدها بدأ من السماء و يصل بها إلى السماء.الأمومة ذاتها أعظم هدية للخليقة كالأبوة .إنها يد تنشر الحب و تحتوى المختلفين في ذات الحضن.إنها القلب الذى لا يقابل الإهمال بمثله.إنها تفانى دائم لا يتذمر من الأتعاب.بهذا يستطيع كل إنسان أن ير الله إن تأمل أمومته غير المدركة إلا جزئياً فى أمومة كل أم.
 
-حتى فى أمومة المخلوقات من حيوانات و طيور نر عجباً فالله وضع الحب فى قلب الخليقة بالأمومة لنعرف كيف كانت قبل الخطية و كيف يمكن أن نكون بعد الخلاص من الخطية.
 
-لكل أم أقول طوباكي فأنظرى كيف قدر العذراء عند المسيح الرب.هكذا على نفس المثال قدر كل أم عنده إن سلكت على دربها.صحيح أن المجد يختلف لكن هذا لا يوجد شعوراً بالنقص فى السماء.فلكل أم فى السماء أقول ها قد وصلت لمصدر الأمومة و لكل أم فى الأرض أقول طوباكي إن أخذت من قلب الله لتحسين صورة البشرية.و الأمومة لا تعنى الولادة لكنها شيئ فى القلب لا تفسير له .سر الأمومة كان ممنوحا لسارة بغير ولادة و لحنة أم صموئيل و لكل المكرسات بقلب نقي و الراهبات أمهات روحيات و الكنيسة أم  نحن جسدها.الأمومة متاحة لكل إنسان لأن قلب الله مفتوح للكل.
- الله وحد البشرية بالأمومة.الأم بكل اللغات فى كل الأجناس و الأعمار و الظروف.عيدها يتخطى الجغرافيا و التاريخ معاً.لا حدود مع الأمومة.كل الناس مجتمعون نحوها.فإن أتقنت كل أم توجيه الأنظار نحو الله فهذا هو عيد الأم و هذا هو سر الأم الذى مهما إختبرناه يبقى دون أن يفصح عن مكنوناته.