سليمان شفيق
استشهد الماء
ولم يزل يقلتل الندي
استشهد الصوت
ولم يزل يقاتل الصدي
وتوما بين الماء والندي
وتوما بين الصوت والصدي
فراشة تطير حتي اخر المدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قتل السقف حورس بشهادة النهر:
قتل السقف حورس بشهادة النهر ، وتحول عرس قانا الجليل الي مأتم ، وارملة نائين تنتظر المسيح لكي يلمس النعش ، وكليوباتر تبكي مع ايزيس كي يفيض النهر من جديد  بحثا عن قيامة حورس .

كان توما قبطان مثل حورس الذي انقذ مصر شاب خلوق، يطلق علية اهل المنيا  (ابن موت)، يعطي في صمت ، تكشف ابتسامتة عن مخزون الحب ، كان فعلا قبطان عظيم حائط سقط فوقة اثناء محاولته انقاذ مدعوين إحدى الافراح ،  كان الموت يقترب منة ولكنة لم يهرب ، رغم انه كان بمقدورة ذلك ، (ابن موت ينتظر القيامة ويضحي بنفسة من أجل فرح الاخرين )وهكذا كما ضحي حورس بنفسة من اجل مصر ، ضحي توما بنفسة من اجل ان تتم افراح الاخرين ،وكما يردد الكتاب واهل المدينة كيف "استرجعت حادثة مصرع الشاب الخلوق توماس ثروت ملك اسفل ذاكرة الاقباط تجاه قصة العظيم ابراهيم الجوهري " المعلم ابراهيم " كيف كان محبا للكنيسة وللخدمة وخسر ابنه يوسف قبل زفافه بساعات"، هكذا اختار الله رجل الاعمال الشهير ان يدخله في هذه التجربة المريرة ،   خسارة ابنه في حادث داخل الفندق المسئول عنه وترك له زوجته الشابه وطفله لم تبلغ عامها الثاني بعد .  

(2) ثروت ملك : من يرفع عنك مر هذا الكأس؟
عرفت ثروت ملك عن قرب رجل يحمل جمجة فرعونية ،وعينان يحملان عمق النهر في الرؤية، وانف تشتم من بعيد الادراك،يسمع في صمت ، ولا يتفوة الا بالحكمة.

انهي تعليمة الجامعي وشق الرحال الي عمق اوربا فرنسا ،اخشوشنت كفية من العمل ، وعبر ابن نزلة عبيد النيل الي الضفة الاخري من السين ، بالعرق والدموع حصل علي الإقامة والجنسية الفرنسية, وحول برؤية عصامية سبعة مشاريع يأس أصحابها منها, بعد ما تكبدوه من خسائر, إلي مطاعم كبيرة, وحقق أرباحا طائلة ونجاحا مبهرا, ولم يكن يدير السبع مطاعم في آن واحد, ولكن كان يشتري المحل ويحول نشاطه إلي مطعم, بعدها يقوم ببيعه بضعف الثمن.. كل تلك المكاسب والنجاحات لم تجعلة يقيم في فرنسا بل عبر السين الي الضفة الاخري من النيل .
 
عاد للاستثمار في وقت حرج ولم يستثمر في القاهرة او الاسكندرية بل الي بلدة المنيا , ليشيد أول فندق “كليوباترا” عام 2000, وقت أن كانت السياحة في المنيا لا تلقي اي اهتمام نتيجة الارهاب , مما جعل الجميع يهربون من الاستثمار السياحي , غير أن ثروت ملك كما يقول :" تعلمت في فرنسا ألا انتظر الناس, بل أذهب إليهم لرواج سلعتي, أو ما أسعي في جذبهم إليه, ولإصراري علي الاستثمار في المجال السياحي, رفضت نصائح البعض بإنشاء عمارة سكنية, محل الفندق, لبيع وتأجير وحداتها السكنية, فبحسب رؤيتهم أن ذلك يجني أرباحا سريعة، هكذا احيا ثروت ملك السياحة بالمنيا .

(3) تحدي ثروت الارهاب وبعدة تحدي الزبالة:
بعد ان تحدي ثروت الارهاب وانشأ كليوباترا الفندق الذي استطاع ان يجمع ابناء المنيا من جديد للسهر والمحبة ، وان يجذب السائحين من كل انحاء العالم الي المنيا .

 أنشأ ثروت  منتجع حورس السياحي عام 2009, وكانت قطعة الأرض المقام عليها المنتجع حاليا أشبه بتلال من القمامة, تحولت في عام إلي أكبر منتجع سياحي في المنيا, بل وفي صعيد مصر, وبعد 25 سنة من تاريخ إنشاء المنتجع, سيعود حق الانتفاع لمحافظة المنيا.

(4) توما "حورس".. ابن القيامة  وليس ابن الموت:
من كليوباترا الي حورس كان النيل يفيض بمزيد من السعادة لثروت ملك ، وكبرتوما وصار الذراع الايمن لابية ، واختار توما حورس ، حورس رمز القيامة وليس الموت ، حينما قتل "ست" اله الشر الاله "اوزوريس" والقاة في النهر، فبكت الام "ايزيس" حتي فاض النهر واعاد جسد اوزوريس للحياة وضاجع ايزيس لينجبوا حورس .

ــــ كنت اتذكر تلك الاسطورة الفرعونية وانا اسمع حزن أم توما وهي تبكي وتطلب من الجميع الصلاة من اجل قيامة توما بل وتثق انه سيقوم من بين الاموات .

ــــ دموع ام توما تتحول الي دموع ايزيس تنتظرفيضان النهر، واري ام توما وايزيس مع العذراء والنسوة تحت الصليب في انتظار القيامة ، نعم يا ام توما سوف تدحرج دموعك الحجر وسوف يفيض النيل ويقوم المسيح وينادي : توما توما هلم خارجا .

(5) تمثال لتوما رمز الفرح وحلم حورس:
ثروت ملك رائد السياحة في زمن الارهاب والذي احيا موت السياحة ، اعرف كيف تحديت كل المصاعب ورفضت ضغوط الحزب الوطني ، ورفضت الدخول في أمانة الحزب الوطني المنحل, كما رفضت عرض التعيين عضوا بمجلس الشعب سابقا او النواب حاليا, معتقدا أن تقديم الخدمة للناس أو للبلد لا يحتاج لمنصب سياسي, كما أنه دورا ليس لك فيه باع، واذكرك ايضا كيف وقفت في وجة الاخوان في وقت كان كثيرين من رجال الاعمال ينصحونك بالعودة لفرنسا ولكنك كنت مثل " هلب" مركب رست من نزلة عبيد الي الشط ،

فيا حبيبي ثروت لاتبحث عن الحي بين الاموات "توما" بلا شك يعيش فينا قم نصنع تمثال لة في قاعة الافراح حتي يلقي له الورود دائما رواد الفندق ليصبح حي يعيش فينا حتي القيامة .