حجي: البابا كان مثقفا رائعا.. وابن العصر الذهبي للوطنية في مصر

كتب - نعيم يوسف
قال الدكتور طارق حجي، الكاتب والمفكر، إنه جمعته علاقة صداقة وطيدة لمدة ثلاثة عقود، مع مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، وهو واحد من أهم عقول مصر في العقود الأخيرة، موضحا أنه كان محظوظا بأن البابا قرأ له مقالا عن الأقباط في سنة 1985، فاتصل به الأنبا بيسنتي، سكرتير قداسة البابا -آنذاك- وأبلغه أن البابا يثني على المقال، فطلب مقابلة البابا، واتفقا على موعد وذهب إليه.

لقاء يجمع محبي الأدب والشعر

وأضاف "حجي"، في لقاء مع برنامج "أكسجين مع رامي" الذي يقدمه رامي بطرس، أنه عندما التقى البابا شنودة حدث بينهما "كيميا" كبيرة، نظرا لأن البابا شنودة لم يكن رجل دين فقط، بل رجل أدب، وله ديوان وقصائد، ويحفظ أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وشارك في الحياة السياسية المصرية في عهد الملك فاروق، وكان مقربا من مكرم عبيد، وكان يطلق عليه اسم "شاعر الكتلة"، في إشارة إلى حزب الكتلة الوفدية الذي كان يتزعمه مكرم عبيد.

وتابع الكاتب والمفكر، أنه جذبه للبابا الأدب والشعر، وما جذب البابا إلى مكرم عبيد هو الأدب والشعر أيضا، حيث إنه كان متفوقا جدا في اللغة العربية الفصحى، وكان مقربا من سعد زغللو الذي يعتبر أكثر من فهم الأقباط في مصر، ولذلك شاركوه في جهاده الوطني وأعطوه حياتهم.

وأشار إلى أنه كان يلتقي البابا شنودة حوالي ست مرات سنويا، في دير الأنبا بيشوي، حيث كانت تستمر الجلسة لساعات ويقضي يوما كاملا في الدير مع البابا، وكانا يتحدثان كثيرا عن تاريخ مصر، وعن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وحدث انسجام إنساني عال بينهما، مشددا على أن البابا لم يكن يذهب إلى منزل أي أحد، إلا الدكتور خيري السمرة، وكان يطلب وجود "حجي"، حيث كان يختار بناء على قواعد موضوعية وإنسانية وليس قواعد دينية، مشيرا إلى أن البابا كان يحب الدكتور خيري السمرة عميد كلية طب قصر العيني، ويرعى المرضى جيدا.

ابن العصر الذهبي للوطنية
وشدد على أن البابا شنودة هو ابن العصر الذهبي للوحدة الوطنية الذي كان في ثورة 1919، موضحا أن المصريين كانوا على وشك الانقسام التام بعد مقتل بطرس غالي عام 1910، ولكن في عام 1919 كانوا في ارتباط غير مسبوق، عندما نادت مصر عليهم، موضحا أن ابن القتيل "واصف باشا غالي"، هو بطل قصة الوحدة الوطنية، حيث ذهب إلى المؤتمر الذي عقده الأقباط والمؤتمر الذي عقده المسلمون، وقال إن والده قتل لأسباب سياسية وليس دينية.

وكشف أن نظير جيد -البابا شنودة فيما بعد- هو ابن هذه الحالة الوطنية الرائعة، والخلاف بينه وبين السادات لم يكن شخصيا، مشيرا إلى أن البابا كان مثقفا كبيرا، ولكنه لاحظ أن الرئيس يفرج عن عناصر الإخوان المسلمين بطلب من قيادات سعودية في هذا الوقت، وأول من رآى خطر الإخوان هو البابا شنودة.

أول من رآى خطر الإخوان
وأوضح أن السيدة جيهان السادات قالت إن زوجها كان نادما على فتح الطريق أمام الإخوان.

وشدد على أن البابا شنودة قال للسادات، إن فتح الطريق أمام الإخوان سوف تدفع ثمنه مصر كثيرا، وسوف يدفع ثمنه الأقباط خاصة، مؤكدا أن البابا لم يكن مخطئا في وجهة نظره، والدليل ما يحدث في مصر حاليا، واغتيال السادات.