كتب – روماني صبري 
غيب الموت الفنان التشكيلي العالمي عادل نصيف، عبقري الأيقونة القبطية والجداريات، بالأمس الجمعة 19 مارس 2021، بعد صراع قصير مع فيروس كورونا التاجي المستجد، عن عمر يناهز 58 عاما، وأعلن نبأ وفاته الذي هز أوساط الفنانين شقيقه رضا نصيف عضو مجلس النواب السابق، حيث كتب عبر حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك"،:" انتقل إلى السماء أخي وحبيبي الفنان عادل نصيف، والدفنة غدا السبت بمدافن الأسرة بقرية أبو حنا بمركز شبراخيت، والعزاء السادسة مساء بمطرانية البحيرة.
 
استخدم فنه لخدمة الكنيسة
وفي بيان نعته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بقيادة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وجاء بنص البيان : تنعى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، الفنان العالمي عادل نصيف، الذي رقد في الرب اليوم.
 
 ذاكرين له بكل الحب والتقدير مجهوداته المخلصة التي بذلها في خدمة الكنيسة، من خلال أعماله الفنية المتميزة في الأيقونات القبطية، ومشاركته في المعارض العالمية في الفن المصري والفن القبطي الأصيل، كذلك مشاركته القيمة في مجلة الكرازة على مد سنوات كثيرة، نيح الله نفسه البارة في فردوس النعيم، وليمنح العزاء السمائي لكل محبيه وتلاميذه وعارفيه".
 
طال إبداعه الكنائس بالغرب 
الفنان الراحل من مواليد 20 أكتوبر 1962، كان رساما قبطيا متخصصا في الفن القبطي، له بعض الأعمال المعروضة على الجدار الخارجي لكنيسة قبطية في باريس  وبعض الأعمال  في متحف الفن الحديث بالقاهرة وفي الكنائس القبطية في دمنهور والإسكندرية. قام برسم الرسوم التوضيحية في كتاب First Christmas by Alastair Macdonald.
 
عبقري الأيقونة القبطية
حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة ، كلية الآداب ، جامعة الإسكندرية ، قسم التصوير بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف عام 1985، ثم أجرى دراسات متخصصة في الفن القبطي والأيقونات في معهد الدراسات القبطية بالقاهرة. 
 
الأيقونة الفن الأصعب
ورأى نصيف ان العمل الفني لابد وان يكون صادقا، لافتا في تصريحات خاصة لموقع "أقباط متحدون"،:" كوني مصور أيضا اقدر أقول ان اللون له تأثير على المتلقي للفنون، وفي حالة قرر الفنان (تبسيط) عمله للمتلقي فلازم البساطة توصل للمشاهد بشكل مباشر .
 
مضيفا :" فاللون له عامل نفسي، الرؤية، الملامح، والعمل الفني الجيد لا يأتي بمحض الصدفة، حيث يكون الفنان على علم بالعناصر التي تجعله قويا وجذابا.
 
مشددا :" الأيقونة تعد الفن الأصعب، وفي اليونان تكون أيقونات (منسوخة بالملي من الأصل) وليس للتجارة بل كتدريب روحي كما يقوم الراهب بالتدريب على النسخ، ويتم بالدفع في هذا المجال بالفنان المبدع الذي يضيف له كونه يمتلك الإمكانيات لا من يستطيع النسخ.  
 
مشيرا :" قلت إننا في حالة تركنا الحوائط بنقاء الأديرة خالية من الرسومات، ستكون أكثر روحانية بدلا من تزيينها برسومات مشوهة.
 
وتابع :" لذلك الأيقونة الفن الصعب، حيث تحتاج مراحل تحضير عديدة ، فنأتي بقطعة الخشب ونلصق عليها كتان، ثم تأتي مرحلة الدهان وتكون 8 مرات، وبين كل مرة ومرة يضعها الفنان في الشمس، ثم الصنفرة، ويقوم الفنان بكل ما ذكرته حتى تكون الأيقونة خالدة، بعدها يشرع الفنان بالرسم على السطح الأبيض وفقا لرؤيته الخاصة.
      
موضحا :" أما الفريسكو فهو الرسوم الجدارية، ويقوم الفنان بعمل التصميم على الورق، ثم يقوم بإعداد خلطة على الحائط ويرسم عليها قبل جفافها، ويحتاج هذا النوع من الفنون الجير والرمل."