شغل محمد مصدق منصب رئيس وزراء إيران في الفترة من ٢٨ أبريل ١٩٥١إلى ١٩أغسطس١٩٥٣،وهو مولود في ١٦ يونيو ١٨٨٢ في طهران، وتوفى يوم ٥ مارس ١٩٦٧، وله من العمر ٨٤ عاماً ويعد مصدق بطلاً قومياً في إيران لرفضه للخطاب الاستعلائى والسياسة الاستعمارية للغرب، وما أكد بطولته في وجدان الإيرانيين هو قيامه بتأميم النفط الإيرانى«زي النهارده» في ١٥ مارس ١٩٥١ وقام بخلع الشاه، قاد الدكتور مصدق أول ثورة مدنية في تاريخ الشرق الأوسط، وكان أول من أدخل مصطلح التأميم في تاريخ الشرق الأوسط، بدأ مصدق مسيرته السياسية والوطنية وهو في الرابعة والعشرين، إبان انتخابه نائباً عن أصفهان في البرلمان الإيرانى عام ١٩٠٦، بعدها سافر إلى فرنسا للدراسة، ثم إلى سويسرا لتقديم أطروحة الدكتوراه في القانون الدولى، وشغل بعد ذلك منصب وزير المالية في حكومة أحمد قوام ١٩٢١، ثم وزيراً للخارجية في حكومة مشير الدولة ١٩٢٣وأعيد انتخابه نائباً في البرلمان، وتوّج مصدق تاريخه السياسى بقيادة الجبهة الوطنيةالتى أسسهامع الدكتورحسين فاطمى وأحمد زراكزاده وعلى شاكان وكريم سنجابى،وكان من أهدافها تأميم النفط الإيرانى انتخب مصدق في ١٩٥١رئيساً للوزراءوقام بتأميم النفط الإيرانى، وبالرغم من الشعبية الطاغية التي حظى بها بين الطبقات والشرائح الدنيا والمتوسطة تحديدًا، فقد ناصبته طبقة الملاك المتحالفة مع المؤسسة الدينية،العداء بسبب إعلانه عن وضع خطة تحديد الملكية الزراعية، وبعد أن أمم النفط قامت إنجلترا بقيادة حصار دولى على النفط الإيرانى بدعوى أن إيران انتهكت الحقوق القانونية للشركة التي تملك لندن النصيب الأكبرمن أسهمها..وساهم هذا الحصار في تردى مستويات المعيشة للإيرانيين، مما شكل سبباً لعودةالشاه بعد الانقلاب على مصدق بدعم أمريكى إنجليزى، إلى أن وقع الانقلاب على حكومة مصدق يوم ١٩ أغسطس ١٩٥٣بعد أن احتدم الصراع بين الشاه وبينه، فهرب الشاه إلى إيطاليا بعد أن وقّع قراراً بعزل مصدق وتعيين الجنرال فضل الله زاهدى محله،في حين قام كرميت روزڤلت ضابط الاستخبارات الأمريكى في عملية أجاكس بإخراج تظاهرات معادية لمصدق في وسائل الإعلام الإيرانية والدولية، حوكم مصدق أمام محكمة صورية وحَكَمَ نظام الشاه على الدكتور مصدق بالإعدام، ثم خفف الحكم لاحقاً لسجن انفرادى لثلاث سنوات، ومن ثم إقامة جبرية مدى الحياة في قرية أحمد أباد، الواقعة في شمالى إيران.