محلل: تركيا جندت الإرهابيين واحتلت سوريا والعراق.. ومصر موقفها متوازن وأفشلت المشروع التركي في ليبيا

كتب - نعيم يوسف

توالت في الفترة الأخيرة التصريحات من المسؤولين الأتراك، سواء وزير الخارجية أو وزير الدفاع، ثم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي وصفها مراقبون بأنها غزل للقاهرة، ومحاولة للتقارب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

أردوغان هو الذي دعم الإخوان


وقال خورشيد دلي، المحلل السياسي السوري، إن التصريحات التركية حتى الآن لا تبدو مفهومة كثيرة، لأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الذي ذهب بعيدا عندما قامت الثورة المصرية، وهو الذي قال إنه لن يعترف بحكم السيسي، وأن الحكم غير شرعي، وهو الذي دعم الإخوان المسلمين ورفع شعار رابعة العدوية، وهو الذي ادعى أن حكم السيسي قصير ولن يطول، ولن يتعامل معه، فماذا تغير الآن حتى يتغير أردوغان وكل فريق وزراءه ويرسلون رسائل غزل للنظام المصري؟ ولماذا العشق لمصر؟؟ حقيقة هذا أمر غير مفهوم.

وأضاف "دلي"، في لقاء مع برنامج "مباشر"، المذاع على قناة "روسيا اليوم"، أن الأرتاك تحدثوا أكثر من مرة عن تعاون استخباراتية ودبلوماسية وسياسية، والمصريون نفوا ذلك وقالوا إن هناك تعاون استخباراتي فقط، مشيرا إلى أنه كيف لأردوغان الذي ذهب بعيدا عن حكم السيسي أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين!! هل يمكن لأردوغان أن يتنازل عن هذه السياسية ويتخلى عن الإخوان المسلمين، وأن يكف عن العمل العسكري في ليبيا!!

مشروعان لا يلتقيان

وشدد المحلل السياسي السوري، على أن هناك مشروعين لا يتلقيان أولهما المشروع الإسلام السياسي العثماني الإخواني الذي يقوده أردوغان، والثاني هو المشروع المصري الذي يتحالف مع دول الخليج، وهما لا يلتقيان، ولذلك هذا الغزل التركي تجاه مصر تعبير عن أزمة سياسية في تركيا.

دعم تركيا للإرهاب

وردا على إمكانية وساطة تركيا في أزمة سد النهضة، قال المحلل السياسي: ما هو وزن تركيا لتتوسط في الوقت الذي فشلت فيه الولايات المتحدة، وغيرها من الدول؟؟ مشيرا إلى أن أردوغان يحاول تخفيف العبء الداخلي عليه، إضافة إلى نجاح مصر في إفشال المخطط التركي في ليبيا، وإيقاف المشروع التركي، مشددا على أن تركيا تدعم كل الإرهابيين في الدنيا ثم يأتي محلل تركي يوزعم أن مصر تدعم الإرهابيين.

وأكد: مصر موقفها متوازن وأنا لا أدافع عنها بل هذه الحقيقة، ومن جند الإرهابيين واحتل الأراضي السورية والعراقية هي تركيا التي تتدخل في شؤون الدول الأخرى؟"

التقارب متوقع ولكن تأخر

أما باكير أتاجان، المحلل السياسي التركي، فزعم إن التقارب بين مصر وتركيا كان متوقعا منذ فترة طويلة، وتأخر لأنه من مصلحة الشعبين أن يكون هناك علاقة جيدة بين البلدين، وآن الأوان أن تعود العلاقات بين البلدين، إلا أن هناك ملفات كبيرة ليس من السهل التخلي عنها، ولكن الضغوط الخارجية في الفترة الأخيرة أثرت كثيرا على الدولتين، مشيرا إلى أن مصر حذت حذو دول أخرى.

سوء تفاهم بين مصر وتركيا

وأضاف "أتاجان"، في لقاء مع نفس البرنامج، أن هناك سوء تفاهم حدث بين البلدين مع وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الحكم، ووصلت إلى ذروتها في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن عودة العلاقات لا تعني اعتراف تركيا بالسيسي، وحكمه، ولكن العلاقات السياسية والعسكرية ليست بين الرؤساء فقط، ولكن بما يخدم مصالح الشعب، وإذا وجد أردوغان أن هناك خدمة لمصالح الشعب التركي، فإنه سوف يذهب إلى الحديث مع المصريين.