أبوبكر: هناك اختلافات بين كتابة المذكرات واليوميات والسيرة الذاتية

كتب - نعيم يوسف

الفرق بين أنواع كتابة الحياة

قال الكاتب الصحفي خالد أبوبكر، محرر مذكرات عمرو موسى، إن هذا النوع من الكتابات يسمى "كتابة الحياة"، أو كتابة الذات، موضحا أن السيرة الذاتية تأتي على قمة هرم هذه الأنواع، وهي تتناول سيرة حياة كاتبها، من الميلاد حتى لحظة كتابتها، ويجب أن تكتب بالترتيب، من الميلاد إلى النهاية، وتعتمد على حشد المصادر، والعودة إلى الوثائق السرية والمنشورة والتي تدلل على صحة السرد الذي يسرده صاحب السيرة.

كتابة المشاعر تدخل في المذكرات
وأضاف "أبوبكر"، في لقاء مع برنامج حديث القاهرة، المذاع على قناة "القاهرة والناس" الفضائية، ويقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى، أن كتابة المشاعر تدخل في نطاق كتابة المذكرات، وليس السير الذاتية، موضحا أن كتاب البحث عن الذات الخاص بالرئيس الراحل محمد أنور السادات يعتبر من فئة المذكرات، وكتاب الأيام لطه حسين يعتبر من فئة الكتابة الأدبية.

كتابة السيرة الذاتية
وتابع الكاتب الصحفي، أن الكتاب الخاص بعمرو موسى يعتبر الكتاب العربي الوحيد الذي يتناول سيرة ذاتية، موضحا أن المذكرات لا تركز على الشخص قدر الموضوع، وعندما يتحدث أحد الوزراء عن فترة وجوده في الوزارة، فإن الوزارة هي البطل وليس الشخص نفسه، و"المذكرات" كما يعرفها أحد الكتاب الأمريكان المتخصصين فإنها هي من أعمال الذاكرة وغير مطلوب فيها الوثائق أو المستندات التي تثبت صحة الواقعة، أو شهود العيان الذين عاشوا هذه العقلية.

السيرة الذاتية والمذكرات
وأشار إلى أن السيرة الذاتية تعبر عن العقل والأحداث، ولكن المذكرات تعبر عن المشاعر الخاصة ببطل المذكرات، موضحا أن الكتب الخاصة بالفريق فوزي عن الحرب تعتبر تأريخا للقوات المسلحة المصرية، أما مذكرات الفريق سعد الشاذلي، فهي تدخل في إطار كتب المذكرات، موضحا أن الفريق سعد الشاذلي، كتب مذكراته عن فترة حرب أكتوبر، وفي الفترة الأخيرة صدر كتاب مذكرات مصطفى الفقي، وهي مذكرات قولا واحدا لأنه لا يوجد بها وثائق.

مذكرات المسؤولين

وكشف أن الوقت الذي كتبت فيه السيرة الذاتية أو المذكرات أمر مهم، فالشخص الذي يخرج من المنصب، ثم يكتب مذكراته أو سيرة ذاتية، فإنه في الولايات المتحدة يعتبرونه باحثا عن وظيفة، ويعيد تقديم نفسه للمجتمع بشكل جديد، وهذا ما فعله باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، وغيرهم من السياسيين الأمريكيين، موضحا أن صدق المذكرات سهل قياسه، وهي المستندات، حيث إن تشويه الآخرين لا يجب أن يعتمد على كلام مرسل، ولكن يجب أن يعتمد على الوثائق وشهود العيان.

الخلط بين اليوميات والمذكرات
وأوضح أن الكاتب عبدالعظيم رمضان ارتكب جريمة عندما كتب على يوميات سعد زغلول، بأنها "مذكرات"، وبالتالي حدث خلط كبير بين المذكرات واليوميات، مشيرا إلى أن عبدالرحمن فهمي عندما كتب يومياته، وصفها أحد المؤرخين أيضا بأنها مذكرات، مؤكدا أن عبدالرحمن فهمي هو المحرك الحقيقي لثورة 1919، وليس سعد زغلول، ونفس الخطأ تكرر في يوميات مصطفى النحاس، ويوميات الزعيم الوطني الكبير محمد فريد.