خبير سوداني: التقارب قد يشمل إثيوبيا.. ويجب عدم التركيز على مسألة الرباعية حاليا

 
كتب - نعيم يوسف
قال الدكتور عباس شراقي، المسؤول بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، إن التقارب المصري السوداني لا يضر بإثيوبيا، ولكنه يدفع إلى الوصول إلى اتفاق، موضحا أن إثيوبيا ترغب في أن تكون الأطراف الموجودة في المفاوضات أن تكون هذه الأطراف رقباء فقط، وألا يتحدثوا إلا إذا طلب منهم، وكان هذا سبب فشل المفاوضات، والمطلوب حاليا أن يكون هناك رباعية دولية لها دور فعال ويقترحون حلولا وسطا لحل الأزمة بين الدول الثلاثة.
 
يحتاجون لشهر واحد لاستكمال الإنشاءات
 
وأضاف "شراقي"، في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أن الإنشاءات الخاصة بالسد حتى الآن لا تسمح بأي تخزين في الصيف المقبل، ولكنهم يحتاجون إلى شهر واحد فقط لاستكمال هذه الإنشاءات، وهذا يمكن أن يتم قبل موعد الملء الثاني، مشيرا إلى ضرورة التركيز على النقاط الخلافية في الفترة المقبلة.
 
وتابع المسؤول بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، أن مصر رحبت بالتدخل الأمريكي والبنك الدولي، بعد مرور 9 سنوات من المفاوضات الثلاثية دون الوصول إلى حل أو نتيجة، خاصة وأن إثيوبيا مستمرة في استكمال عمليات الملء، والمفترض حاليا أن يكتب الاتحاد الأفريقي تقريرا حول عدم الوصول إلى حل، وعودة الملف مرة أخرى إلى مجلس الأمن، مشددا على أن الاتحاد الأفريقي ليس لديه الآليات لحل هذه الأزمة، ولو كان لديه هذه الآليات فإن مصر كانت رئيسا للاتحاد من قبل ولم تستطع الوصول إلى اتفاق، والحل الأمثل هو العودة إلى مجلس الأمن وتعهد إثيوبيا بعدم اتخاذ قرار أحادي بالملء الثاني حتى يتم التوصل لاتفاق.
 
محلل إثيوبي: الوسطاء لا يتفهمون أهمية المشروعات القومية
 
من جانبه، قال أنور إبراهيم، الكاتب والباحث السياسي الإثيوبي، إن التقارب بين مصر والسودان في الفترة الأخيرة لا يؤثر على سير مفاوضات سد النهضة، وموقف أديس أبابا منها، مشيرا إلى أنه في السابق كان هناك تقاربا بين إثيوبيا والسودان، ولم يضر مصر، مشددا على أهمية وجود الدول الثلاث في المفاوضات، وغياب أي دولة لن يؤدي إلى المزيد من الإنجازات.
 
وأضاف "إبراهيم"، في لقاء مع نفس البرنامج، أن ملف سد النهضة ظل عالقا وشائكا لمدة عشر سنوات، وهنام حالة شد وجذب بين الدول الثلاث، متوقعا أن يحدث تقارب خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن الحل يجب أن يكون دبلوماسيا وسياسيا.
 
تحقيق بعض الإنجازات
 
ولفت الكاتب والباحث الإثيوبي، إلى أن الدول الثلاث عندما تواصلت معا استطاعت أن تحقق بعض الإنجازات، ومنها إعلان اتفاق المبادئ، والصندوق الإقليمي الذي لم يتم تفعيله، مشيرا إلى أن الوسطاء في الملف الذين ترغب كلا من مصر والسودان ضمهما إلى المفاوضات لا يتفهمون جيدا أهمية المشروعات القومية للشعوب الإفريقية مثل مشروع سد النهضة، لافتا إلى أنهم يظنون حل مشاكل الشعوب بالمساعدات والمنح، وبعد مفاوضات واشنطن تعثرت المفاوضات بشكل كبير.
 
محلل سوداني: التقارب يمكن أن يمتد لإثيوبيا
 
أما عثمان التوم، المحلل السياسي السوداني، وزير الري السوداني الأسبق، فقال إن التقارب بين مصر والسودان يمكن أن يمتد إلى المشاريع المشتركة بين البلدين، ويمتد ليشمل إثيوبيا أيضا، ويصبح سد النهضة ركيزة وحجر زاوية للتعاون الإقيلمي بين الدول الثلاثة، ويكون هناك تكاملا في المشاريع وليس تعارضا، معربا عن أمله في استمرار التفاوض على أن يركز حاليا على المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، لأن الزمن ضيق جدا للوصول إلى حل شامل، ولو تم الاتفاق على الوصول إلى برنامج للمتابعة الدقيقة، سيكون الدول الثلاث وجدوا طريقا بينهم.
 
خطورة الملء الثاني
 
وأكد "التوم"، أن الرباعية التي طلبها مصر والسودان لن تحل المشكلة الراهنة ولكن قد نحتاج إليها في المستقبل، موضحا أن موضوع استمر في التفاوض عشر سنوات لن يحل في ثلاثة شهور، خاصة إذا كانت إثيوبيا ترفض فكرة الرباعية، ويجب الوصول إلى برنامج بين الدول الثلاثة ومتابعته يوميا، ومن خلال التجربة يمكن أن يكون هذا البرنامج مفيدا في الفترة المقبلة.
 
وأوضح وزير الري السوداني الأسبق، أن موضوع الرباعية الدولية نحتاج له، ولكن ليس في هذه المرحلة، ويجب على السودان أن يتفق على برنامج وتبادل المعلومات الآنية لأن الموضوع خطر على السودان بشكل خاص في مسألة الملء الثاني.