كتبت - أماني موسى
 
السلام .. هو الرسالة الأبرز التي حملها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في طيات زيارته للعراق... فبعد سنوات الحرب والدمار يأتي البابا إلى البلد الذي عانى من الصراعات الطائفية ليقول كلمة السلام والوحدة والتعايش.. وبعد زيارة إلى مدينة الموصل التي عانت انتهاكات تنظيم داعش الإرهابي، يُحيي البابا قداسًا ضخمًا في ملعب فرانسوا الحريري في مدينة أربيل شمال العراق يحضره آلافُ المسيحيين.. فما هي الرسائلُ التي بعثها الحَبرُ الأعظم خلال زيارته حتى الآن؟
 
من جانبه قال الأكاديمي والمؤرخ العراقي علي النشمي، أن زيارة بابا الفاتيكان للعراق حملت العديد من الرسائل للعالم، إذ أن هذه الزيارة البابوية بها تنوع بالرسائل بخلاف كل زياراته السابقة للعديد من الدول، وذلك لطبيعة دولة العراق وما عانته من حروب وصراعات دامية، فهي ليست زيارة رعوية ولا روحية، ولكنها تحمل رسالة تؤكد على العراق الواحد، الغير مشتت، العراق الذي يجب أن يقوم من جديد وذلك لن يحدث إلا بالوحدة بين شعبه وطوائفه.
 
وأضاف في لقاءه بقناة سكاي نيوز عربية، هذه الزيارة حملت رسالة لكل دول العالم بضرورة التكاتف ووقف المحاولة الخطيرة لإخراج المسيحيين من العراق ومساعدة الدول الأخرى على نقل المسيحيين بالعراق لأمريكا وأوروبا وغيرها، وهم أهل العراق الأصلاء، مشددًا هذه الزيارة تحاول أن تعطي دفعة قوية لمسيحيين العراق بالبقاء في بلدهم، وإيقاف هجرتهم وتهجيرهم لدول الجوار.
 
وعلى الجانب الآخر قال عضو البرلمان العراقي السابق جوزيف صليوة، أرفض تمامًا إدعاء أن المنظمات الدولية هي من هجرت المسيحيين من العراق، وإنما السلطات العراقية هي التي فعلت وعملت على تفريغ العراق من مسيحييه، فحينما يمتلكون السلطة يستخدمون السلاح ويختذلون القوانين والدستور في أنفسهم ويرغمون المواطن على أن يكون على هواهم، مؤكدًا لا يجب إخضاع العقل لهذه المسرحية البالية والمملة واتهام المنظمات الدولية.
 
وتابع، السلام والتعايش السلمي لا يكونون من خلال الكلام والخطابات وإنما من خلال الدستور، واليوم الدستور العراقي هو دستور عنصري، ثم يقولون المسيحيين الشركاء!
 
وفي سياق متصل قال الكاتب والمفكر د. رضوان السيد، بابا الفاتيكان لديه رسالة سلام للعالم أجمع منذ توليه الكرسي البابوي، ونحن نعاني في سائر البلدان العربية من اضطراب وعنف باسم الدين والسياسة، وهذين العنصرين كانا محور رسائل البابا التي شددت على ضرورة تحقيق التعايش والمواطنة وألا يكون هناك مواطنين من الدرجة الثانية.
 
وعن نتيجة هذه الزيارة، قال السيد: أن بابا الفاتيكان يعرف بالعنف الذين يتعرض له المسيحييون بالبلدان العربية المضطربة والتي ينتشر فيها العنف الديني والطائفي كالعراق وسوريا ولبنان ولذا كانت رسالته أن التضاءل المتفاقم لأعداد المسيحيين بالشرق الأوسط هو أمر مخيف ويجب أن يتم إيقافه فورًا.