Oliver كتبها
- كنت أسكن الطيف.ليس لى تاريخ و لا ماض.أنا دوماً وليدة الحدث.لست مثل قطرات الندى عذبة و لا مثل قطرات البحر مالحة.لست باردة و لا ملتهبة  بل من حرارة المقلتين آخذ حرارتي بنفس قدر حرارة الدامع تخرج دمعتى.أنا شريكة العينين حين يعجز العقل عن إدراك الأعماق. أخرج من  عمق الأعماق شارحة كل شيء بطريقتى.ليس لى نسيج مع أننى أغطى الوجه كله.ليست لي شفتان فأبتسم لكننى قد أنبعث من وجنتين ضاحكتين.أنا حسبما يشاء صانعى.أُبلغ رسالته بعيداً عن تعقيدات الكلام.
 
- أنا من لا تستطيع أن تفسرنى  بل و أنا منك أفسرك ببلاغة.
كل أسرارك فى لؤلؤتى.كل إشتياقاتك و وضوحك و غموضك.
 أنا كتاب كرقائق الشرنقة لكن لا يوجد من هو أقوى منى.إ
ذا تدحرجت من المقلتين أزلزل ناظرى.أغربل الكيانات.حتى الله يجعلنى أستدرج محبته . 
- صغيرة أنا بحجم جفنيك.مختبئة داخلك لكننى متى تحررت من مقلتيك أخبئك بجملتك داخلى. 
إن كنت أنا إبنتك فأنت أيضاً إبنى.إبن الدموع .
أنت بكل آلامك و أحلامك تختبئ فىَ.
فى حجمى الضئيل أختزن صلوات كثيرة.و تنهدات قلب.أوجاعك و أفراحك فى نفس تلك اللؤلؤة.
أنا الدمعة إناؤك الذى إذا إحتويته إحتواك.إذا إقتنيتنى أقتنىك بفرح الدمعة.
 
كنت تحوينى داخلك الآن أنطلق و أحتويك داخلى.نفسك تنطق من خلالى.روحك تتريض فى بحر الأشواق معى.ليس لى لسان لكننى أشرح كل شيء..أحفظ التفاصيل كلها مع أنه لا تفاصيل لوجودى.أنا أنساب آخذة معى الأحزان ثم أختفي لأفسح الطريق لدمعة أخرى.أنا أمسح الداخل قبل أن أخرج  مع أن الأيدى الرقيقة تمسحنى بعدما أخرج.
 
-حين تسمع أن يسوع بكى فإعلم أنه بكي لكي يقدسنى لأجلك.كى تعرف أن الدموع هبة عظيمة.حين بكي يسوع أخذنى إلى عينيه و ما كنت أريد الخروج منه أبداً.لكنه أطلقني من داخله و أسكننى من جديد فيه.حين إحتضنتنى عيناه أودع داخلى أسراراً لا تُدرك إلا بالإختبار.أنا شريكة نسك النساك.أنا معينة المعذبين و المظلومين و المتألمين.أنا شكوى أبلغ من كل شكوى.و صلاة أعمق من أى صلاة.أنا سطور من مياه روحية.إبكنى كما بكي يسوع فتغنم الكثير.
-أنا دمعة رقيقة لا أتمسك بوجودى و لا أبقي إلا برغبة الناس.لا أقتحم العيون بل بشوق المتشوقين أنسكبُ.إن رافقتُك ترتاح نفسك. فالدموع للأبطال.إن غادرتُ عينيك تتنسم عزاءاً لا وصف له.فمع أننى من الأحزان أتسرب لكن العزاء كيانى كله و ثوبى.أما دمعة اليائسين فهى مهزومة إذ تخرج من المهزومين.أنا للغلبة مصنوعة.فخذنى بإنتصار و إنكسار معاً.
 
- لا تظن أننى حين أنذرف أعود إلى العدم.قدام الناس أتكور إلى أسفل لكن يداً قادرة ترفعني إلى فوق.أنا مخزونة في زقِ سماوى.تنسانى بالضحكات و أنا غير منسية قدام العرش.من يمزجني بالإيمان أتعطر له و أعطره.من يرفقنى بالإتضاع و الصمت. أكون له سفيرة جاثية كالملائكة قدام الله.أنا صديقة المغفرة و رفيقة التائبين و الزاهدين و مسلوبى الحقوق.لا تسيروا فى أرض الأحزان بدون دمعاتى و من ليس له في الجفن دمعة فإن له في القلب بحر من الدموع.
- أردت أن أبلغكم أن رحلتي سارية طالما كنتم فى هذه الأرض سائرون.خذونى أخفف عنكم فإن لدمعتي رسالة و لرحلتى رواية.