كتب – سامي سمعان
تناول قداسة البابا تواضروس الثاني، بالشرح عقب انتهاء عظته في قداس سيامة الأساقفة السبعة الجدد الذي أقيم اليوم في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، المهمات الخدمية لكل واحد من الأساقفة الجدد.
 
وجاء نص شرح قداسته كالتالي:
نيافة الأنبا أغابيوس أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي وهو واحد من أكبر أديرتنا القبطية به آباء أحباء وأنا أفتخر أني تخرجت من هذا الدير وتتلمذت على يد المتنيح الأنبا صربامون والذي تحل ذكرى رحيله غدًا، وهذا الدير والآباء الذين فيه يحتاجون إلى عمل كبير في كل مجال ويحتاج إلى تنظيم وإدارة ودراسة ومعرفة، ويصير الدير مثل خلية النحل وتنتشر رائحة الآباء كما في تاريخه الكبير تنتشر رائحة المسيح الزكية في كل مكان وهذه مسؤولية كبيرة، نيافة الأنبا أغابيوس محبوب في الدير وهادئ الطباع وملتزم رهبانيًّا وامتص رحيق الحياة الرهبانية عبر عشرات السنين في الرهبنة وتلمذته على يد المتنيح الأنبا صرابامون، ولذلك أنا أثق أنه سوف ينجح كثيرًا وسيشهد الدير نعمة ونهضة روحية كبيرة.
 
الآباء الأحباء في الإيبارشيات الجديدة، إيبارشية أبو قرقاص وإيبارشية شرق، المنيا نيافة الأنبا فيلوباتير ونيافة الأنبا فام، اجتهد نيافة الأنبا مكاريوس في الإعداد لهما خلال الشهور الماضية وأتمنى أن تبدأ خدمة هادئة ومثمرة وتحت عين الله وتمجد الله في كل أحد، أعلم أنها أماكن كبيرة ولها تاريخ وبها آثار مسيحية كثيرة لأديرة وكنائس وتحتاج إلى عمل متصل، ولكن أرجو الاهتمام وبشدة بالفئات الضعيفة والفقيرة كأخوة الرب، والاهتمام بقطاعات الشباب فهم يحتاجون إلى الشبع بالكنيسة. هذا بالنسبة للآباء الثلاثة الأُوَل.
 
أما الآباء الأربعة الأساقفة العموم، نيافة الأنبا جوزيف يخدم في عدة دول إفريقية خدمات الرعاية والكرازة والتأسيس للخدمة، كنيستنا القبطية هي الكنيسة الأولى في إفريقيا ولذلك نحن كنيسة إفريقية وأساسها القديس مار مرقس ولذلك نحمل اسم مار مرقس وخدمته وننقلها إلى هذه البلاد، في إفريقيا يوجد عدة آباء أحباء، نيافة المطران الأنبا أنطونيوس مرقس في جنوب إفريقيا، ونيافة الأسقف الأنبا بولس في كينيا، ونيافة الأنبا صرابامون في أم درمان بالسودان، ونيافة الأنبا إيليا بالخرطوم بالسودان ودولة جنوب السودان، ولهم خدمات مشهود لها وتوجد خدمات كرازية يقوم بها آباء كهنة أحباء من خلال أبونا داود لمعي في مناطق كثيرة مع آباء كهنة وخدام وخادمات يخدمون في عدة دول إفريقية، وأتمنى في خدمة الأنبا جوزيف أن تكون صورة الكنيسة القبطية صورة واضحة تخدم إخوتنا وأحباءنا الأفارقة ونقدم لهم هذه الخدمة الروحية انطلاقًا من مصر، فمصر بلادنا بلاد كبيرة وتستطيع أن تخدم في أماكن كثيرة.
 
نيافة الأنبا سيداروس سوف يخدم في عزبة النخل، وبها مجموعة من الكنائس وبها كثافة سكانية ولكن فيها محبة كبيرة لله، ومن أكثر المناطق التي يمتاز آباؤها بالتنظيم الشديد، ولذلك سوف يجد خدمة وتعاونًا كبيرين مع الآباء الأحباء في هذه المناطق التي تحتاج خدمة باستمرار وبنعمة المسيح ينجح فيها مع الآباء الأحباء هناك.
 
نيافة الأنبا رويس وهو يحمل اسم أبينا الأسقف الذي تنيح العام الماضي والذي كان أول من يحمل هذا الاسم وكان ملاكًا في المجمع المقدس، ونيافة الأنبا رويس سوف يخدم في شرق آسيا وهو خدم فيها من قبل، سوف نبدأ بالفلبين ولنا خدمة هناك وسوف تمتد الخدمة إلى أماكن أخرى، ولكن الأنبا رويس لديه خبرة وهدوء ومعرفة وسوف ينجح كثيرًا في هذه الخدمة لأنه أول أسقف لنا في آسيا، لنا المطران الأنبا أنطونيوس في فلسطين القدس، والخليج يتردد عليه الأنبا يوليوس أسقف الخدمات ومصر القديمة، ولكن ليس لنا آباء أساقفة في آسيا، فهذه الخطوة الأولى لمد الخدمة ولنا علاقات طيبة مع هذه الدول.
 
نيافة أنبا أكسيوس من دير مار مينا سوف يخدم في عين شمس والمطرية وهو من أبناء هذه المنطقة، وهي منطقة خدم فيها آباء أحباء ونظموا الخدمة فيها وخدمتها ناجحة جدًّا، ويكون معهم الأنبا أكسيوس في تنظيم العمل وفي الخدمة وفي توصيل الرعاية لكل أحد وهى مناطق كثيفة بوجود المسيحيين.
 
نحن في خدمتنا جميعًا نمجد اسم الله ونريد أن تكون الكنيسة كمثل مكونات المجتمع المصري قوية، وعندما نقول: "نحب أن تكون بلادنا قوية" فيجب أن يكون فيها جيش قوي، وشرطة قوية، وقضاء قوي، وأزهر قوي، وكنيسة قوية، وفن قوي، و رياضة قوية، وبمحصلة كل ذلك تصير بلادنا قوية لذلك عندما نسعى أن تكون الكنيسة قوية فالهدف أن تضاف إلى قوة مصر وقوة كل المصريين. وكما قلت في البداية والأمس إننا نشكر السيد الرئيس ونشكر القوات المسلحة والهيئة الهندسية الذين قاموا بتعب شديد وتركيز بالغ بإنشاء هذه الكاتدرائية، وننتظر الموافقة على إنشاء مقر للضيافة هنا لتستمر خدمة هذه الكنيسة، وبدأ أبونا تادرس رياض، وهو كاهن من كنيسة الرحاب ومنتدب إلى هنا في هذه الكنيسة، ورتب أن تكون الصلوات كل أسبوع. نشكر إلهنا الصالح على هذه النعم الكثيرة ونرفع قلوبنا على الدوام ونمجد اسمه في حياتنا وفي كنيستنا وخدمتنا عالمين أن عينه علينا من أول السنة إلى آخرها يدبر أمور حياتنا ويهيئ طريقنا لأنه إله خلاصنا، لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد. آمين.