كتبها - Oliver 
- مثل نساج ماهر ينسج الرب الكيان البشري. خيط إلهي و خيط بشرى. لكي نصبح نسيجاً على صورته و مثاله. 
يعلمنا الصدقة خيط بشرى في الخفاء و المكافأة خيط إلهى فتكتمل الفضيلة. 
 
الصوم في الخفاء خيط بشرى و الشبع من يد أبانا خيط إلهى فيتكون الكيان على صورة المسيح . 
الصلاة خيط بشرى و سامع الصلاة النساج الأعظم فيكتمل ثوب العرس. 
 
ثم يعلمنا الابن الحقيقي أن نقول مثله لأبيه أبانا الذى في السماوات. فنفهم سر مزج كل الروحيات بأبانا لأنه يريدنا أن نكون أبناء الإله. 
- كان شوق الملوك أن يصيروا آلهة. فى كل الحضارات يتحدثون عن آلهة و أنصاف آلهة و أرباع آلهة لأن الشوق الإنسانى هى في التخلص من محدوديته و حياته المؤقتة إلى حياة لا نهاية لها. 
 
الرب يسوع جاء ليجعلنا بالحقيقة أبنا الإله الحق. نأخذ من صفاته صفاتنا و من طبيعته وجودنا. هذا هو الهدف الأهم للصدقة و الصوم و الصلاة. أن نتشبه بإلهنا الذى يعط بسخاء و لا يعير يصوم لا يأكل أو يحتاج للأكل. و إذا صلى فهو يخاطبنا. فالصلاة من طرف الآب مخاطبة الإنسان و ليس عبادته و الصلاة من طرف الإنسان هي عبادة الله من خلال مخاطبته. كما يخاطبنا الله في قلوبنا علي هذا المثال ينبغى أن نصلى. 
 
- أي صوم و صلاة و صدقة تجعلنا على شبه المسيح هي المقبولة وحدها. فنحن لا نُحسِن صورتنا قدام الله بالصوم و الصلاة و الصدقات بل نأخذ من الله صورته بكل ممارسة روحية ممكنة. 
 
إذن الحديث الإلهي بعيد كل البعد عن الشكل المادى للصوم و للصدقات و للصلاة قريب كل القرب للتشبه بالمسيح. 
الصوم و الصلاة و الصدقات هى إستبدال ذات بذات. نأخذ المسيح بديلاً عن ذواتنا. 
 
- أحد الرفاع هو بنفسه أحد الإرتفاع. يحدث أن نرتفع بالصدقة عن حاجتنا ليجد الله فينا لذته. نرتفع بالصوم عن إشباع الجسد ليجد الله أرواحنا مسكناً لراحته. نرتفع بالصلاة عن سكنى الفكر فى الأرض إن الصوم الكبير رحلة نرتفع فيها بمقدار ما نحب و تزداد محبتنا بعضنا لبعض. 
 
أعظم الصدقات أن نغفر. أعظم العطايا أن نحب. أعظم صوم أن نشبع من بر المسيح. أعظم الصلاة أن يسكن الفكر في الله. 
 
- الإرتفاع ليس فقط في الروحيات لكنه رفاع و إرتفاع في مستوى التجارب. فإبليس يجد في كل موضع لهيباً من النفوس التي تقضي هذا الصوم كما علمنا رب المجد على الجبل. هو يتضوى من نار الصلاة و نار الغفران و نار المحبة لأن الذين خضعوا لوصية الحنون يسوع أخذوا من لهيبه و صاروا أبناء النار الآكلة لذلك يزيد إبليس من مقاومته في هذا الموسم الروحي فلا يستغرب أحد إذا وجد إبليس و جنوده يترصدونه في كل شيء لأنهم بالصوم و الصلاة يجدون مملكتهم تتخرب فيهجون كالنحل حول الشهد يريدون الإنتقام فإن وجدت وتيرة إرتفاع التجارب تعلو فثق أن في داخلك نار لظى الرب. 
 
- نحن في عالم فقير في المحبة. جائع إلى الرحمة. فلنكن في الصوم مصدر غذاء للعالم بالمحبة و الرحمة. فهذه أعظم تقدمة. 
 
لنستبدل الإدانة بالمغفرة فنحن في عالم يشتاق أن يسمع منا و لا أنا أدينك فنكون صدى نقي لصوت المسيح. نحن في عالم متخم بالكلام لكن كلامه إلى أسفل أما أولاد الآب السماوى فيأخذون العالم إلى الآب السماوي على مثال إبن الله يسوع المسيح . بصلاة و كلام إلى فوق. يغسلون العالم من فقره و يسددون عوزه بالصلاة. يجددون موارده بالمحبة و يرممون ثغراته بالغفران. يعضدون فقراء الروح و جوعى الإيمان و عطاشى الراحة الأبدية. هذا هو الصوم السماوى. 
 
- إنجيل أحد الرفاع هو نقطة إنطلاق نحو هدف واضح. الآب السماوى. من خلال رب المجد يسوع و بعمل الروح القدس. كل إنجيل في كل أسبوع يأخذنا في طريق نحو نفس الهدف. كل صلاة لابد أن ترتبط بالآب و إلا تكون باطلة كصلاة الأمم قبل معرفة الإله الحق. كانوا يرددون كلاماً لآلهة جوفاء بصلاة و تضرع بجهالة. أما الآن فنحن نعلم و نؤمن بمن نصوم و نصلي بإسمه. و إن قدمنا عطايا فهى منه و على إسمه و من أجل إسمه. وضوح الهدف أهم من المسيرة. و هدف الحياة كلها هو الآب القدوس ضابط الكل.