كتب – روماني صبري 
قال الإعلامي والمفكر والأديب إبراهيم عيسى، ان خطابات الحكومة الموجهة للشعب المصري، تحوي تناقضا، لافتا :" في حالة كانت تريد ان يساعدها المواطنين في أمر ما تبدأ خطابها بـ"شعب مصر العظيم"، وفي تصريحات وبيانات أخرى تقوم بلوم الشعب، وتقول إنها من تنفق عليه، وكأنها خزينة مستقلة مخصصة للإنفاق على (الشعب الغلبان)، موضحا :" خرجنا من ظروف صعبة، فرضتها العمليات الإرهابية، ثم تفشى فيروس كورونا، ووسط ذلك التنمية شاغل الحكومة.
 
وأضاف "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع عبر فضائية (القاهرة والناس)، تقول الحكومة أيضا : ان الشعب لا يحب العمل، ومتورط في مخالفات البناء، ولا ينتج، مشيرا :" هذه خطابات الحكومة طوال الوقت، تصف الشعب المصري بالعظيم، وفي الوقت نفسه تقول الشعب مش بيعمل أي حاجة صح، وطول الوقت غلطان وبيرتكب تجاوزات ومخالفات ومقصر في الإنتاج.
 
وواصل ساخرا :" حتى نقول ربما تقصد الحكومة شعب عبد العظيم، وليس شعب مصر العظيم، وهذا هو السؤال الذي من الضروري طرحه حاليا، هل الشعب المصري عظيم بالفعل، أم عكس ذلك، مشيرا :" متى استقرينا على علاقة الحكومة بالشعب، ستسير مصر في الطريق الصحيح." 
 
 لافتا :" في الحقيقة الشعب المصري عظيم، ويشبه كل شعوب العالم، له عيوب ومميزات، والتطرف الديني بطبيعة الحال يسبب مشاكل في المجتمع، وبالطبع نحن لسنا كالسويد ولا أتحدث بشكل عنصري بالطبع، مشيرا :" الثقافة وجودة التعليم تلعبان أدوارا مهمة لتغيير الشعوب إلى الأفضل، وليس ثمة أفضلية لشعب على شعب دولة أخرى، فالكل سواء في الإنسانية.
 
موضحا :"الفلاح المصري كان يتحايل على ممارسات السخرة فتم وصمه باللؤم والخبث، والفلاح في مصر لا يعبر عن غضبه بالاحتجاج الصاخب ولكن بالمقاومة الصامتة السلبية.
 
وطالب الإعلامي والمفكر والأديب إبراهيم عيسى، الشعب المصري بقراءة تاريخه جيدا، بحثا عن العيوب بكيفية موضوعية، حتى لا يواصل تكرراها، وأيضا ليعزز ما يميزه، وشدد على أن حكومة الوفد كانت تدير شؤون البلاد مدة 7 سنوات، وكانت توجهاتها مصرية خالصة.
 
لافتا :" مينفعش الحكومة تقول على الشعب انه ميعرفش مصلحته، ثم تصفه بالعظيم في مواضيع تانية، والعلاقة بين المصريين والسلطة عموما فيها (ريبة) طوال التاريخ، فعبارة "خبث الفلاحين"، تنسب للسلطة الحاكمة في مصر فأيام محمد علي، الذي لم يكن يجيد اللغة العربية واللهجة المصرية، عدا كلمة (فلاح)، كان ينطقها للتحقير من الآخرين، باعتبار الفلاح إنسان درجة أدنى.
 
موضحا :" الفلاح المصري عانى معاناة جبارة، وأتمنى ألا تستمر، ومن الضروري الاعتزاز بالفلاح ، لا اتهامه بالخبث واللؤم، هو الذي لطالما تصدى لسياسات السلطة، ويوثق ذلك كتاب جميل ورائع يجب تدريسه في مناهجنا يحمل عنوان " الفلاح والسلطة والقانون"، تأليف : عماد هلال." 
 
مستطردا :" حيث يوضح الكتاب ان دار الوثائق المصرية، تحوي مليون شكوى للفلاحين المصريين عبر الفترات التاريخية المختلفة، فضرائب كثيرة كانت فرضت على الفلاحين ومنها ضرائب على النخيل.
 
مؤكدا :" الشعب المصري هو الذي يمول أجهزة الدولة، إذ 78% من الإيرادات العامة في مصر (ضرائب) يدفعها المصريين، وتحويلات المصريين في الخارج تشكل 5 أضعاف مجموع ما حققته السياحة وقناة السويس والاستثمار الأجنبي.