نادر شكرى 
 
رحب الرئيس العراقي برهم صالح الجمعة بالبابا فرنسيس «ضيفا عزيزا كريما» في العراق، في بداية زيارة تاريخية للحبر الأعظم.
 
وقال صالح خلال استقباله البابا في القصر الرئاسي «فيما يحل بيننا قداسة البابا ضيفا عزيزا كريما»، هناك «فرصة تاريخية لجعلها مناسبة لإعادة التأكيد على قيم المحبة والسلام والعيش المشترك ودعم التنوع» الديني والاجتماعي، واصفا ذلك ب»قيم إنسانية يصل صداها الى العالم أجمع».
 
من جان آخر دعا البابا فرنسيس في مستهل زيارته التاريخية الى العراق الجمعة الى وقف «العنف والتطرف والتحزبات وعدم التسامح»، مشددا على ضرورة «التصدي لآية الفساد» و»تقوية المؤسسات».
 
وقال البابا في القصر الرئاسي في بغداد حيث استقبله الرئيس برهم صالح، «إنني مُمْتَنٌّ لإتاحَةِ الفُرْصَةِ لي لأنْ أَقُومَ بِهذهِ الزِيارة الرسولِيَّة، التي طالَ انتِظارُها»، مضيفا «أنا مُمْتَنٌّ لأنني استطعتُ أنْ آتِيَ إلى هذهِ الأرْض، مَهْدِ الحَضَارَة، والمُرْتَبِطَةِ ارتِباطًا وَثيقًا، مِن خِلالِ أبِينا ابراهيم والعَدِيدِ مِن الأنْبِياء، بِتاريخِ الخَلاصِ والتَقَاليدِ الدِينِيَّةِ الكُبرى».
 
وأضاف «كَفَى عُنْفا وَتَطَرُّفا وَتَحَزُّبَات وَعَدَمُ تَسَامُح! لنُعْطِي المَجالَ لكُلِّ المُواطِنينَ الذينَ يُريدونَ أنْ يَبْنُوا مَعًا هذا البَلَد، في الحِوار، وفي مُواجَهَةٍ صَريحَةٍ وَصَادِقَةٍ وَبَنَّاءَة».
 
وتوقف عند محاولة العراق خلال السنوات الأخيرة «إرْساءَ الأسُسِ لِمُجْتَمَعٍ ديمُوقْراطي»، مشددا على أنه من أجل ذلك، «مِنَ الضَّرُوري أنْ نَضْمَنَ مُشارَكَةَ جَميعِ الفِئاتِ السِياسيَّةِ والاجتِماعيَّةِ والدينيَّة، وأنْ نُؤَمِّنَ الحُقوقَ الأساسِيَّةَ لِجَميعِ المُواطنين. يَجِبُ ألّا يُعْتَبَرَ أحَدٌ مُواطِنًا مِنَ الدَرَجَةِ الثانِيَّة».
 
ويشكل المسيحيون واحدا في المئة من العراقيين البالغ عددهم أربعين مليونا، ويشكون من تمييز.
 
كما توقف البابا فرنسيس عند معاناة الأيزيديين، الأقلية التي تعرضت خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من العراق، لاضطهاد كبير، قائلا «لا يسعني إلا أن أذكر الأيزيديين، الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية».
 
وأضاف «لقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر».
 
من جهة أخرى، دعا البابا إلى «التصدي لآفة الفساد» و «سوء استعمال السلطة وكل ما هو غير شرعي».
 
وقال «لكن ذلك لا يكفي». وتابع «ينبغي في الوقت نفسه تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية، وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك».