كتب – روماني صبري  
منذ إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن تغير القواعد التي تحكم الشراكة مع المملكة العربية السعودية، تتوالى القراءات حول مستقبل علاقات البلدين الحليفين في انتظار احتمال اتخاذ إجراءات جديدة توعد بها بايدن الرياض، على خلفية تقرير يحمل ولي العهد محمد بن سلمان مسؤولية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، تحول مسار العلاقات دفع بعض الصحف الأمريكية للتساؤل عن أبعاده في ظل ما اعتبرته خطوات أمريكية على خط رفيع إزاء الرياض،منذ إعلان المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن ثمة أساليب أكثر فعالية من العقوبات لمنع تكرار ما حصل في المستقبل، فهل واشنطن قادرة على الذهاب إلى أبعد من الخطوات التي أعلنتها؟ وما هي أوراق الرياض للتعامل مع تغير أسس الشراكة مع واشنطن؟ .
 
السعودية من حليف لشريك 
تناول هذا الملف، دكتور محمد الشرقاوي / أستاذ تسوية نزاعات دولية، قائلا :" ثمة تحولات رئيسية شهدتها العلاقات الأمريكية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية، ولم نشهدها منذ اكتشاف النفط بالرياض في ثلاثينيات القرن الماضي." 
 
موضحا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، تفادى الرئيس الأمريكي الحديث في ملف خاشقجي، مع ولي العهد السعودي، وأصر على الحديث مع الملك سلمان، وقال ان العلاقات الآن مع السعودية تنتقل من علاقة حليف إلى مجرد شريك." 
 
لافتا :" تصريحات جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض ، بان هناك بدائل وطرق أخرى أفضل من العقوبات حتى لا تحدث عملية اغتيال مماثلة من قبل السعودية، مثل من يقفز إلى الأمام، مشيرا :" هي لا تريد أن تحدد إلى أين يتجه تفكير البيت الأبيض في هذه المرحلة بخصوص اغتيال الصحفي السعودي.
 
مستطردا :" لكنها تقر ضمنيا أيضا بأنه لا يمكن التقليل من الضغوط التي يمارسها أعضاء الكونجرس والرأي العام الأمريكي، وحتى من قبل الديمقراطيين، ويتوقف التنبؤ بما ستسير عليه سياسة بايدن في هذه المرحلة، على طبيعة التفاعل الآن مع القضية، بمعنى هل سيجد الرئيس توافق بين عدم توجيهه اللوم مباشرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أم أن عليه الإصغاء لإرادة الكونجرس والحزب الديمقراطي ؟.
 
لماذا أمريكا تبتز السعودية ؟ 
ودخل على خط الحديث، دكتور سالم اليامي / مستشار سابق بوزارة الخارجية السعودية، قائلا :" سياسة الرياض الخارجية كما افهمها أنا كمراقب اعمل في هذا الميدان منذ 40 عاما، تتسم بالثبات ودرجة عالية من المصداقية، وكل من تعامل مع المملكة لا ينكر هذا والجانب الأمريكي بنسخته الجمهورية والديمقراطية يدرك مصداقية المملكة." 
 
لافتا :" واشنطن تعلم انه من الضروري أن تحافظ على علاقاتها مع دولة كالسعودية، والمملكة شريك وليس حليف، شريك له كلمة ومصداقية ويمكن الاعتماد عليه في حل أزمات الطاقة وكذا التعاون في مكافحة الإرهاب وضمان استقرار المنطقة."  
 
موضحا :" كل هذه الملفات لا يستطيع الجانب الأمريكي التغاضي عنها، أو إيجاد بديل بحجم وبقوة وبمصداقية المملكة السعودية، والرئيس الأمريكي يعاني التخبط في تصريحاته بسبب الضغوطات التي تمارس عليه فيما يخص ملف خاشقجي.
 
مشيرا :" وما يحدث اليوم من قبل واشنطن تجاه الرياض نسميه في السياسية الأمريكية (الابتزاز عبر التقارير)، كالتقرير الأمريكي حول تورط سعوديين في أحداث 11 سبتمبر، وأقول تمخض الجبل عن فأر، فالتقرير لم يؤكد شيئا، والتقرير الثاني الذي يقول ان بن سلمان يتحمل مسؤولية اغتيال جمال خاشقجي، يأتي في ذاك السياق .
 
مستطردا :" واعرف أنا كمراقب، انه بناء على اختلاف مصالح الطبقة السياسية الأمريكية، فالكل يريد ان يحقق مصلحته من العلاقة مع المملكة، فوجدوا في استخدام التقارير شكلا من أشكال الابتزاز للحصول على مكاسب معينة."