كتب – روماني صبري 
وجه الأنبا نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر وسائر إفريقيا، رسالة رعوية لشعب الكنيسة، بمناسبة سبت الأموات 6 مارس 2021، وجاء فيها : 
 
كتب القدّيس إكليمنضُس الإسكندري (القرن الثالث) عن الموت: "الموت هو انفصال النفس عن الجسد". هذا من ناحية الجسدية، أما القديس مكسيموس المعترِف (القرن السابع) فكتب عن الموت: "الموت بمعناه الحقيقي هو الانفصال عن الله". هذا من ناحية الروحية.
 
فالموت بالمعنى العميق، هو انفصال الإنسان بكلّيته، نفسًا وجسدًا، عن الله، لأن الحياة شِرْكَة مع الله، وإذا ما خسرنا هذه الشِرْكَة نموت،في المحصلة، يوجد الكثير من الناس يبدون خارجيًا وجسديًا أحياءً، لكنّهم داخليًا وروحيّاً أموات لفقداهم الشركة مع الله. 
 
الشخص الحق وِحدة غير متجزئة، وحدة جسد ونفس معًا. لأن "الروح" هي جسد حي يُرى من الداخل، و"الجسد" هو الظهور الخارجي للروح الحية.
 
في العالم ساقط الموت جزءًا من عناية الله الإلهية المُحِبة. لأن العيش في عالم ساقط إلى الأبد أمر لا يمكن إحتماله إطلاقًا، لقد أعطانا الله برحمته طريقًا للنجاة.
 
الموت هو تفتيت للوعاء كي يتشكل ثانية. كما صانع الفخار لا يتلف الوعاء الفخاري بل يعيد صنعه وعاء آخر. 
 
كما يُقال في خدمة الجناز: "يا من في القديم من العدم جبلتني، وبصورتك الإلهية أكرمتني، ولما تجاوزت وصيتك أعدتني إلى الأرض التي منها أُخذت. أَعدني إلى مثالك لتتجدد فيَّ صورة الجمال القديم".
 
فالموت يُرى طريقًا فيه نعود إلى بيتنا الحقيقي، فيه تُعاد صياغتنا. إنه وسيلة عودتنا إلى الله، إنّه لقاء مع المسيح.