زهير دعيم
قد تستغربون إنْ قلتُ لكم أن راتب العامل اللبنانيّ " يتهادى" بين سبعين وثمانين دولارًا في الشّهر؛ هذا إن وجدَ اللبنانيُّ عملًا أصلًا ، مع العلم أن عدد العاطلين عن العمل هناك  أكثر من الثُّلث.. ولسوء الحظّ   فقد جاء فايروس الكورونا ليزيد الطّينَ بِلّةً.
 
 وتساؤلت وما زلْتُ اتساءل – وأنا أرى ثلاجتي تنوء وتصرخ من الاثقال قائلة : ارحموني 
نعم تساءلتُ وأتساءل : صحيح انّ الأسعار قد تكون رخيصةً هناك ، ولكن ومع كلّ  الرُّخص ، ماذا يمكن لهذه الحفنة الصغيرة من الدولارات  أن تؤمّن لأسرة من اربعة – خمسة اشخاص وعلى مدى شهر كامل ؟!
 هل تؤمّن الخبز فقط ؟ أم تؤمّن أمورًا أخرى ؟! 
وماذا تؤمّن ؟ 
سؤال يُحيّرني جدًّا. 
ألا يدفعون الضرائب وفاتورة الجوّال  والماء والكهرباء ...
ألا يمرضون ولا تأمين صحيّ لديهم ؟!!
آه ..نسيت أن أخبركم أن الكهرباء لا تتواجد في اليوم الواحد في البيوت إلّا لساعات معدودات.
 قلوبنا معكم أنتم الذين أنبتم للبشرية جبران ونُعيمة وادونيس وخليل تقي الدين وبشارة الخوري والبُّستانيين واليازجيين والرحابنة وفيروز والصافي وصباح والرُّومي..و...  الصفحات  ستضيق  حتمًا لو جرّبت وأكملت لكم اللائحة.
 أيْنك يا جُبران ؟!! 
 أُصرخ من سماك : " لكم لُبنانكم ولي لُبناني " 
أصرخ في  الوجوه الكالحة  التي نهبت وما زالت مال اللبنانيين وحرقت أعصابهم ومواهبهم وجعلتهم على أبواب الخليج والعالم مُتسوّلين. 
 أُصرخ فقد أضحى وطن فيروز أُهزوءة ومثارًا للشّفقة والرحمة.. لقد
أضحى  شحّاذًا غير مرغوب به وفيه . 
 أصرخْ لعلّ صرختكَ يسمعها ربّ السّماء فيُخلّصكم.