صلاح الغزالي حرب
ذكرت الصحف أن وزيرة الصحة صرحت مؤخرا فى اجتماعها المغلق مع لجنة الصحة فى مجلس النواب بأنها لا تستطيع التدخل لضم الأطباء المتوفين نتيجة أزمة كورونا إلى صندوق الشهداء لأن ذلك ليس من سلطاتها وقالت إنه سيتم التعامل مع حالة الوفاة بالفيروس كإصابة عمل وسيحصل الطبيب المتوفى على تعويض مناسب!! كما صرحت بأن الوزارة بدأت تشكيل مجلس إدارة صندوق الطوارئ الخاص بالأطباء الذى صدر القانون الخاص به من المجلس السابق.. وقد تملكنى الغضب والدهشة من هذه التصريحات، فهل تذكرت الوزارة أن هناك صندوقا للطوارئ بعد أكثر من عام من ظهور الجائحة بعد أن أصبحت أعداد الطاقم الطبى المتوفين بسببها هى الأكبر على مستوى العالم؟ وكيف لا تستطيع الوزيرة أن تطالب بحق هؤلاء فى التعامل كشهداء أسوة بشهداء الإرهاب خاصة ونحن جميعا نعلم أن هذه الهجمة الفيروسية الشرسة أصابت وقتلت الملايين على مستوى العالم بصورة أفظع مما نتج عن الإرهاب.. كما أنها تعلم يقينا أن منهم أساتذة كبارا فى كليات الطب وأطباء شبانا وممرضين وممرضات ومعاشهم بكل أسف لا يتناسب إطلاقا مع فداحة الحدث، كما تعلم أن كثيرا منهم قد توفى نتيجة إهمال جسيم فى توفير وسائل الوقاية اللازمة وكذا الوقاية من العدوى، فهل كتب على أطبائنا أن يعانوا فى حياتهم وتعانى أسرهم بعد مماتهم؟.. إننى أطالب السيدة الوزيرة بالتواصل مع نقابتى الأطباء والتمريض والبنوك المصرية لوضع خطة تضمن العيش الكريم لأسر هؤلاء الشهداء بدلا من الظهور فى صورة المسؤول غير المسؤول، وأحذر مرة أخرى من استمرار التجاهل الذى سينتج عنه حرمان مصر من خيرة أطبائها المرحب بهم من كل دول العالم.

انتقل الآن إلى مسألة التطعيم ضد الفيروس والتى تعرضت، ولاتزال، للكثير من الفتاوى مجهولة المصدر وكذلك حملات التشكيك من جهات تضمر الشر لبلادنا والتى استجاب لها كثيرون ومنهم بعض الأطباء للأسف، وقد وصلتنى هذه الرسالة من صديق الدراسة فى طب القاهرة والذى استقر منذ سنوات طويلة فى المملكة المتحدة أستاذا للأشعة فى جامعة شيفيلد د. سامح مرقص (نحن يا صديقى نعيش مرحلة غاية فى الصعوبة من فيروس قاتل لم يظهر له علاج وليس من المصلحة العامة أن يثير بعضنا البلبلة والقلق من التطعيم الذى تناولته الملايين من سكان الأرض وللأسف فإن كل ما أثير هو آراء غير موثقة علميا وأستطيع من موقعى أن أؤكد أن كل اللقاحات مرت بكل مراحل الفحص كأى عقار جديد وبخصوص التطعيم الصينى فى مصر فإن شركة سينوفارم أعلنت فى 30 من ديسمبر الماضى أن نتائج المرحلة الثالثة من التجارب أثبتت فاعلية التطعيم بنسبة 79% فى حين كانت نتائج التجارب فى الإمارات العربية 86% كما بدأت إندونيسيا وتركيا استخدام التطعيم فى يناير 2021، ومن ناحية أخرى فقد أعلن معهد بيوتانتان البرازيلى أن التجارب الإكلينيكية قد أثبتت فاعليته بنسبة 78% فى منع الإصابة و100% فى منع حدوث إصابات متوسطة أو شديدة.. وجدير بالذكر أن الصين قد بدأت المرحلة الثالثة لإنتاج لقاحين جديدين بالتعاون مع المملكة العربية السعودية) انتهت رسالة د. سامح ولا يبقى إلا رجائى أن يكون هذا التطعيم تحديدا إجباريا لأن الممتنع ممكن أن يكون حاملا للفيروس ولا يعلم ولكنه يكون مصدرا لعدوى الكثيرين.

بلاغ عاجل:
اتصل بى أحد مواطنى القاهرة الجديدة طالبا المساعدة فى الحصول على أنبوبة أكسجين بصورة عاجلة وحكى لى أنه ذهب بنفسه إلى وحدة إسعاف التجمع الأول- فرع إسعاف حلوان- فى حوالى الثانية ظهر الخميس 25 فبراير فلم يجد أى مسؤول بالوحدة التى كانت مفتوحة وظهرت من النافذة أعداد كبيرة من الأسطوانات ولكن الباب مغلق، كما شم رائحة غاز بوتاجاز صادرة من الداخل ويبدو أنها خاصة بالموظف وخوفا من حدوث كارثة اتصل بشرطة النجدة وقدم بلاغا ثم اتصلت النجدة به بعد ذلك طالبة حضوره للتوقيع على المحضر (الأمر خطير وبيانات المبلغ موجودة !!) فاتصل بهيئة الإسعاف وردت عليه الموظفة قائلة (معلهش يمكن الموظف عنده عذر!!) فاتصل بى طالبا المشورة وأرفق معه صورا التقطها للوحدة من الخارج تظهر فيها الأسطوانات بلا أى حارس وقد فجعت للمظهر العام للوحدة بما يشمله من قذارة وإهمال وتسيب والصور عندى لمن يهمه الأمر، ومن ناحيتى أرجو أن يكون هذا بلاغا إلى كل مسؤول يشعر بأنه مسؤول بالفعل فى وزارة الصحة وهيئة الإسعاف ومسؤولى الصحة والأمن هناك. ولكِ الله يا مصر.

drsalahharb@gmail.com
نقلا عن المصرى اليوم