كتب – روماني صبري 
 تركيبة جسم الإنسان نباتية، ورغم ذلك يذبح 80 مليار حيوان سنويا، نعم 80 مليار حيوان يذبحها البشر سنويا، أكثر من 360 مليون طن معدل الاستهلاك العالمي من اللحوم، بعد أن كان 70 مليون طن فقط عام 1960، فالفرد الواحد في الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا يتناول 142 كيلو جراما من اللحم سنويا.
 
هذه الشراهة في تناول اللحم، لا تتناسب مع طبيعتنا والبنية البشرية، كما يقول معظم الباحثين في علوم الإنسان والبدائيات والتشريح المقارن، فالإنسان برأيهم خلق نباتيا والشواهد في جسمه ولا يحمل أدنى صفات آكلات اللحوم، تسلط فضائية "سكاي نيوز عربية"، الضوء على هذا الملف عبر تقرير لها، يقول : 
 
32 سنا، توزعت بين أضراس وقواطع للخضراوات والثمار والحبوب، ولا يوجد سوى 4 أنياب صغيرة مخصصة لبعض النباتات القاسية، وعند المضغ نحرك فكنا الأسفل فقط تماما مثل المخلوقات النباتية، كما أن حمض المعدة هو ذاته في أمعاء المخلوقات آكلة النبات، بالتالي معدتنا غير مهيأة لهضم اللحوم.
 
 ولا تتذوق ألسنتنا طعم اللحم إلا إذا أضيفت له التوابل والأملاح، ولكن ماذا حدث عندما أصبحنا مخلوقات لاحمة، في دراسة نشرتها مراكز علوم وأبحاث استرالية، تبين ان 83% من الأراضي الزراعية في العالم، مخصصة لأغراض تربية المواشي، وان الانبعاثات الكربونية الناتجة عن هذه القطعان، تصل إلى 7.1  جيجا طن سنويا، وهو ما يعادل الانبعاثات الناجمة عن جميع السيارات والطائرات والسفن والقطارات حول العالم.
 
الأبقار وحدها تطلق 150 مليون جالون من غاز (الميثان) يوميا، وهو ما يشكل 65% من النسبة الكلية لانبعاث هذا الغاز، عدد الرجال الذين يموتون بسبب اعتمادهم على اللحوم كمصدر للبروتين يزيد 23% عن اللذين يحصلون عليه من النباتات.
 
الدراسات أثبتت ارتباط الاستهلاك العالمي للحوم الحمراء المطهوة بسرطانات والسكري والبدانة، لكن في المقابل مليار شخص وجد فرصة عمل متعلقة بتربية المواشي وما ينتج عنها، تنوع النظام الغذائي للبشر ساعد على خلق حلول للمجاعات في مناطق مختلفة في العالم، كما ان اقتصاد دول عدة نهض بشكل كبير معتمدا على منتجات اللحوم والمواشي بشكل رئيسي.
 
فماذا يحصل لو أصبح جميع البشر نباتيين؟، تشير محاكات حاسوبية إلى أن الانبعاثات الكربونية ستنخفض بنسبة 70% عام 2050، وبالتالي سيتحسن المناخ بشكل هائل، كما يمكن تحويل الأراضي المخصصة لتربية المواشي إلى أدغال وغابات تعزز التنوع الطبيعي، وسينخفض معدل الوفيات عالميا بنسبة 10% تقريبا، أي اقل بـ7 ملايين وفاة كل عام.
 
كما ستنخفض الأمراض المزمنة بشكل كبير، ما يوفر التكاليف الطبية والعلاجية، ووسط هذه التعقيدات لا يتفاءل الباحثون بتحويل عالمي إلى نباتيا بالكامل، فأكثر ما يظنون تحققه هو تامين بدائل نباتية للحوم تحمل الصفات والطعم ذاتهما وعندها يمكن أن يستجيب البعض  ويبدأ في التخلي عن شهيته للحوم، وإذا ما استثنينا الحالمين بأجسام رشيقة فان الغلبة تبدو محسوبة للإنسان اللاحم على حساب الإنسان النباتي.
 
وفي هذه الحالات المرضية، تمنع اللحوم عن الإنسان : الحميات المعوية وخاصة الحمى والتيفؤيد ونظائرها، زيادة نسبة الحامض البولي في الدم كما في داء النقرس، زيادة معدل البولنيا في الدم، ارتفاع ضغط الدم، اضطراب الأعصاب وتهيجها، التهاب الكلى.
 
واللحم عبارة عن نسيج حيواني بات يشكل أحد أغذية الإنسان، وفي معظم الأحيان يقصد به النسيج العضلي الحيواني والدهن المتعلق به، ولكن أحيانا يقصد به الأعضاء غير العضلية مثل الرئة، والكبد، والجلد، والمخ، ونخاع العظم والكلى، وتسمى اللحوم المجردة عن العظام هبرة.
 
في الماضي كان البشر يحفظون اللحم من الفساد بعدة طرق وذلك لعدم وجود البرادات والمجمدات ولأن اللحم من المواد الغذائية التي تفسد بسرعة، ومن أنواع حفظ اللحوم: التجفيف: أو ما يسمى باللحم المقدد وذلك بتقطيع اللحم إلى قطع صغيرة وتعريضها للشمس أو تيار هواء لتجفيفها لمدة 3 أيام لأسبوع حسب الطقس والرطوبة وعند الانتهاء يحفظ اللحم في مكان جاف.
 
التمليح: تقوم هذه العملية على ملء الشقوق التي أحدثت في قطعة اللحم بالملح وتغطية قطعة اللحم بالملح أيضا ويتم ربطها بالحبل ويتم شدة جيدا وعصر اللحمة ليُصفى من الدم ويترك لمدة 3 أيام لأسبوع حسب الجو (كلما كان الجو حار أفضل وتحتاج إلى وقت قصير) ومن أنواع اللحم المملح البسطرمة وهناك السمك المملح يوضع السمك بالملح ويدفن لمدة طويلة وهو ما يسمى بالفسيخ.
 
التبهير : عبر إضافة البهارات إلى اللحم ليمنع نمو الجراثيم وللنكهة مثل السجق البسطرة أيضا، التدخين: هي عملية تعريض اللحم بجميع أنواعه للدخان.