مختار حلمي

البطريرك اللى رفع الرغيف وسأل: هل كُتب عليه للمسيحيين فقط ؟

فجاوبه إللى بيوزع العيش: لا

فقال له: عليك ان توزع الخبز بمعدل رغيف يومي لكل إنسان يريد

_ فى الحرب العالمية الأولى 1914-1918 وقعت مجاعة "سفر برلك " اللى حصلت فى لبنان ، ففتحت البطريركية الأرثوذكسية في دمشق أبوابها لإطعام الجياع والوافدين من بيروت ، وده بدون أي تمييز بين دين او لون أو مذهب

_ سعر القمح بقى فى العالى جدآ وبقى نادر تلاقيه ، انت متخيل مجاعه تخلى شعب كامل يهاجر من لبنان لسوريا ؟!

 وده خلى البطريرك إللى بحكيلكم عليه يرهن أوقاف البطريركية والأديرة السورية كلها .. وباع مقتنيات وأوانى الكنائس الذهبية والفضية عشان يشتري القمح ، باع آثار ومقدسات مسيحية عشان ينقذ أرواح الناس من شبح المجاعة .. وكان أى حد بيروح الكنيسة المريمية يأخذ رغيف عيش كل يوم .. مش مهم ديانته إيه

_ وف يوم الراجل المسئول عن توزيع العيش إشتكى من المسلمين الكتير إللي بياخدوا عيش .. وان عددهم بقى أكتر من المسيحيين .. فرد عليه البطريرك إنه رفع الرغيف وسأله:هل كُتب عليه للمسيحيين فقط؟
فالراجل جاوبه : لأ
فالبطريرك قال: عليك توزيع الخبز بمعدل رغيف يومى لكل إنسان يريد

_ وتدريجياً مع مرور الوقت ، مفضلش حاجه من أملاك البطريركية مترهنتش او اتباعت ، جه في يوم واحد فقير بيطلب من البطريرك حسنة .. فساله واحد من الإكليريكيين المرافقين للبطريرك عن ديانته ، فشخط البطريرك فيه وقال: هل تمنع عنه الصدقة إذا كان من ديانة غير ديانتك ؟! .. ألا يكفيه ذُلاً أنه مدّ يده اليك لتُذِلَّه بسؤالك عن عقيدته؟!

_ رثاه الشيخ مصطفى الغلاينى بقوله: أخبرت أمي نبأً وفاته قائلآ ( قد أصاب العرب مصاب عظيم أليم ) فأجابتني: هل مات البطريرك ابو الفقراء ؟؟

_ إتوفي عام 1928 واتنقل جثمانه بموكب رهيب من بلدة سوق الغرب إلى بيروت واتعرض جثمانه للتبرك في الكاتدرائية ، وبعدها إتنقل دمشق على عربة مدفع .. وهناك شارك فى تشييع جثمانه 80 ألف مسلم.

_ الملك فيصل الاول بعت 100 فارس من الخيالة الملميه لدمشق عشان يشاركوا في مراسم التشييع .. والحكومة السورية ضربت 100 طلقة مدفع لحظة وصول جثمانه الى سورية ، و بكى عليه المسلمين قبل المسيحيين وكان المسلمين يلقبوه ب "أبو الفقراء"