قبل عدة أيام، انتشر منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن "مفاجاة حلوة لكل الماميز، شركة عملت حفاظة بتعرفك البيبي عمل حمام ولا لا، التنبيه بيجي علي موبايلك بيقولك ابن حضرتك لقد فعلها (he did it) سعرها 400 دولار يعني 6400 جنيه مصري"، انتشر المنشور وسط سخرية من رواد الفيسبوك عن ارتفاع سعره وعدم أهميته، تعمل الحفاظة الإلكترونية عن طريق الواي الفاي والأشعة الكهرومغناطيسية.

طريقة عملها

تعمل الحفاظات الإلكترونية بتقنية جديدة تنبه كل أم بأن طفلها يحتاج إلي تغيير حفاظته المتسخة عن طريق تزويد الحفاظات بمستشعر خاص"Sensor" متصل بهاتف الأم الذكي، ويعمل المستشعر المتصل بالحفاظات علي قياس درجة حرارة ورطوبة الحفاضة الجديدة المتصلة بكاميرا تراقب أيضا نوم طفلك وتحركه في  الضوء والظلام بتقنية "Night Vision"، وتتكون مجموعة ٣٤٩ دولار من المستشعر الخاص بالحفاضات وكاميرا المراقبة وتضم المجموعة ١٠ حفاظات فقط.

توفر حفاظات الإلكترونية فوائد لأمهات اللاتي استخدمن المنتج لأطفالهم، طبقاً لموقع الشركة، سهولة بناء نظام خاص بالطفل بالساعة والدقيقة منذ انتهاء ارضاعهم أوتناولهم الطعام وموعد تغير الحفاظ، وعدم ايقاظ الطفل بشكل متكرر ليلا للكشف عن الحفاظ، وسهولة معرفة إذا كان الحفاظ متسخ ولو بالقليل، تجنب تسلخات منطقة الحفاظ وأخيرا تجنب تسريب الحفاضات

بداية ظهوره
دفعت مجموعة من شركات التكنولوجيا بملايين الدولارات في إنتاج حفاظات تعمل بالهاتف الذكي، بدأت شركة" Huggies" بإنتاج هذا المستشعر الذي يعمل بتقنية الواي الفاي ويبعث رسائل لأمهات عبر الهاتف المحمول، وبدأت الشركة في إنتاج هذه الحفاظات في كوريا في أكتوبر 2018، ثم انطلقت الفكرة إلي الولايات المتحدة الامريكية، لم تجري شركة "Huggies" أي تجربة علمية تؤكد أو تنفي الخطر الذي يتعرض له الرضيع في سن صغير بسبب الاشعة الكهرومغنطيسية و ال WiFi .

تقوم شركة" Pixie Scientific" للرعاية الصحية باختبار الحفاظات التي تراقب الرضيع منذ عام 2013 ، في حين قدمت الشركة الأم لشركة Google Alphabet براءة اختراع في 2018 لحفاضات من ألياف الكربون تنبه الآباء إلى حدوث تحول في توازن حفاظات الأطفال، تدرج شركة هونان كوزوم الصينية العملاقة للعناية الشخصية حفاضات ذكية بين منتجاتها ، وكذلك شركة التكنولوجيا الصينية Opro9.

خطر السرطان والعقم

توفر الحفاظات الإلكترونية مزايا كثيرة للأم ومنها توفير الوقت والجهد، ويعمل المستشعر بخاصية Wi-Fi ويكون بالقرب من جسم الطفل وخاصة أعضائه التناسلية، قد نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال محذرة الأباء والأمهات من استخدام خاصية الواي فاي بالقرب من أجسام الاطفال، وأضافوا أن الاطفال ليست عرائس (العاب) لتوصيلهم بأسلاك الواي فاي التي تعمل بالاشعة الكهرومغناطيسية ، كما نصحوا بتقليل استخدام أي وسيلة تكنولوجيا بالقرب من الطفل .

وأكدت منظمة الصحة العالمية "WHO" أن وضع أشعة الواي فاي بالقرب من أعضاء الطفل الحساسة و التناسلية يعتبر مسبب للسرطان، كما يسبب استخدام هذه الأجهزة الإلكترونية بالقرب من جسم الطفل في ضعف المناعة بسبب امتصاص النخاع الشوكي لكمية كبيرة من الطاقة الكهرومغناطيسية و التي تسبب ايضا اضطراب النوم و ضعف الذاكرة و قلة الخصوبة .

عيوب أخرى
قد اشتكت الأمهات من بعض المشاكل واجهتهن خلال الشراء مثل عدم سهولة الشراء أونلاين، وعدم وجود حامل خاص للكاميرا لحمايتها من السقوط، انخفاض صوت الطفل المنقول عن طريقها للأم مؤديا إلي صعوبة تتبع الطفل، وعدم قدرة المستشعر علي توصيل الاشارة لأكثر من هاتف محمول أو جهاز الكتروني .

يصعب إدخال البيانات علي التطبيق، حيث تدخلها الأم بشكل يدوي أو كتابي،  ولاتوجد خيارات سهلة للأم للإختيار السريع وعليها كتابة التفاصيل علي التطبيق ليصبح بمثابة الورقة و القلم، عدم وجود خيارات الرضاعة الطبيعية والصناعية، ولاتعمل خاصية تتبع نوم الطفل أثناء حمل الطفل في سيارة متحركة أو وجود الطفل خارج المنزل حيث يعتبر المستشعر أن هذا وقت استيقاظ وليس النوم و عدم القدرة خدمة عملاء على تقديم المساعدة الكافية للأباء و الأمهات في حال الرغبة في التساؤل عن تفاصيل أو الإدلاء بعطل أو مشكلة، قد تواصلت "الفجر" مع الشركة التي تبيع الحفاظات في مصر عبر البريد الالكتروني، لم نتلق رد من جانبهم حتي كتابة هذه السطور .

خطر الواي الفاي

يرفض الدكتور كمال عبد الإله أستاذ جراحة الأطفال بكلية طب جامعة المنصورة، استخدام أي وسائل تكنولوجية بالقرب الأطفال حديثي الولادة.

وقال في تصريح خاص لـ"الفجر": "غلط استخدام أي أجهزة تكنولوجية بالقرب من الطفل".

من جانبها تقول الدكتورة نهي أبوالوفا استشاري طب الأطفال، إن استخدام أي أجهزة تكنولوجية تعمل بالأشعة الكهرومغناطيسية والواي الفاي غير صحي لكبار وخطيرة علي صحة الأطفال حديثي الولادة .

وأضافت أبوالوفا لـ"الفجر"، أن فرصة إصابة الطفل الذي تستخدم له أمه هذه الحفاظات بالسرطان ترجع إلي عوامل الوراثة وتكوين الجسم "لو طفل عنده تاريخ مرضي بالأصلبة بالسرطان في عائلته واستخدم هذه الحفاظات عنده فرص أعلي للإصابة بالسرطان بالإضافة فرص التاخر العقلي وضعف الادراك وزيادة فرص الإصابة بالعقم".

أكدت أبوالوفا، أن استخدام هذه الحفاظات ينطبق عليه نفس قواعد استخدام   لهواتف المحمولة لانها تعمل بنفس التقنية، ويسمح للطفل باستخدام الهواتف المحمولة في سن 5 سنوات لمدة نصف ساعة يوميا، تحذر أبوالوفا من كثرة استخدام الأجهزة التكنولوجية علي صحة الطفل النفسية " التكنولوجيا ممكن تعمل عزلة للطفل ويبقي انطوائي سواء كانت اجهزة التليفزيون أو الكمبيوتر أو الهواتف اللوحية".

كما رفضت أبوالوفا ترك الأطفال يجلسون لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر بسبب تاثيرها علي حاسة البصر وفقرات العمود الفقري وقلة التركيز والصداع .