إعداد وتقديم الباحث – عصام عاشور
قال الباحث عصام عاشور، إن تاريخ الحركة الوطنية المصرية قديم قدم الشعب المصرى ذاته فبدايةً من التاريخ المكتوب فإن حركة الشعب المصرى للتمرد والثورة على إستبداد حكام والتمرد والثورة على سارقى قوته، والتمرد والثورة على من يعمل على إفقاره .. حتى التمرد والثورة على من يعمل على التضييق على حرياته.
 
وأضاف: "من هنا كان لابد من إعلام الشباب والأجيال الجديدة بهذا التاريخ.. لذك إخترت وسيلة البث التليفزيونى عبر أحدث وسائل الإتصال وهى الإعلام الإجتماعى أو كما تسمى بالإنجليزية (السوشيل ميديا) تلك الوسيلة التى يجيد إستخدامها ويفضلها أبناء هذه الأجيال.
 
ونحن هنا على هذه الشاشة وهذا الموقع المحترم قدمنا أربعة حلقات عن أسرة محمد على وخاصة الخديوى إسماعيل .. ولم يقطع تسلسلنا فى الحلقات والحكى سوى مئاوية ميلاد عالم كبير هو الدكتور رشدى سعيد الذى رأينا أنه من الواجب والمهم تعريف الأجيال الجديدة به وأيضاً الإحتفاء به.
 
ومن ثم نعود لإستكمال الحكى عن التاريخ الحديث للحركة الوطنية المصرية. لتكون أولى حلقاتنا عن مقدمة وبدايات الثورة العرابية التى نشبت فى عهد الحاكم الخامس من أبناء محمد على وهو الخديوى توفيق إبن الخديوى إسماعيل الذى توقفنا عنده فى نهاية الحلقة الرابعة. 
 
 
بدايات ومقدمات الثورة العرابية
تأخر وصول الفرمان السلطانى بتولية الخديوى توفيق بعد عزل ونفى والده الخديوى إسماعيل. وبضغط من السفير الإنجليزى فى مصر تم صدور الفرمان كما تمسك السفير بأن يرث توفيق كل المزيا و المكاسب الت سبق أن حصل عليها والده إسماعيل.
 
كان السائد وقتئذ أن توفيق بصفته صديقة حميم ل محمد شريف باشا رئيس الوزراء والذى كان يكنى لدى المصريين ب ( أبو الوطنية والدستور) وأن توفيق أيضاً كان تلميذاً للأستاذ جمال الدين الأفغانى وبالتالى فإن توفيق سيكون أقرب للقوى الوطنية وسيعمل على إقامة الحياة الشورية كما كان يطلق عليها وقتها أى (الحياة الديمقراطية).
 
ولكن بعد فترة وجيزة أخبر توفيق رئيس وزرائه شريف باشا أنه إكتشف " أن الأمة ليست مهيئة بعد للحياة الشورية" وأن ما تحتاجه الأمة هو " يد قوية تحسم المشاكل المعقدة دون إضاعة الوقت فى الجدل والنقاش العقيم".
 
ووبالتالى قام توفيق بحل مجلس شورى القوانين وألغى الدستور وتولى كل السلطات بنفسه.
 
وهنا بالطبع خاب رجاء كل من شريف باشا وجمال الدين الأفغانى فى من دعو إليه وساندوه فى تولى عرش البلاد وتأكد لديهم رأى أبوه الذى قاله لشريف باشا قبل ذلك " إن توفيق يتأمر ضدى مع القناصل الأجانب"
 
فإستقال رئيس الوزراء شريف باشا الذى كان سند توفيق لدى الشعب والقوى الوطنية. وندد جمال الدين الأفغانى بما فعله توفيق.
 
فكان أول قرار للوزارة الجديدة التى شكلها رياض باشا هو نفى جمال الدين الأفغانى وألزمت الوزارة الصحف أن تعتبر الأفغانى من المفسدين. تشكل حزب وهو الحزب ( الوطنى المصرى) فى ضاحية حلوان من مجموعة الوطنيين وكان على نسق الأحزاب الأوربية وهو(أول حزب سياسى فى تاريخ الشرق) (1879) حيث تشكل بعده بست سنوات فى الهند حزب (المؤتمر) وبعد ذلك بقليل تكون فى الصين حزب (الكومنتاج).
 
هزم الجيش المصرى هزيمة قاسية فى الحبشة وألقى الضباط المصريون التبعية على قائد الجيش الشركسى ورئيس أركانه الأمريكى لكن القائدان ووزير الجهادية (الحربية) الشركسى أيضاً (عثمان رفقى) الجاهل المتعصب ضد الضباط المصريين والموالى تماماً للضباط الجراكسة والأتراك فقد ألقوا التبعية الخاصة بالهزيمة على الضباط المصريين وقدموهم للمحاكمة وكان على رأسهم القائممقام (أحمد عرابى) الذى تم فصله من الجيش.
 
تكون بعد ذلك تنظيم سرى من الضباط المصريين والذين كان معظمهم من الفلاحين وأصبح هذا التنظيم الجناح العسكرى للحزب الوطنى المصرى. هذا التنظيم العسكرى هو الذى قاد مظاهرة عسكرية مسلحة فى فبراير 1881.
 
والملفت للنظر أن دولتى الرقابة المالية إنجلترا وفرنسا وقفتل موقف المتفرج من هذه المظاهرة العسكرية .. عكس ما كان يتوقعه الخديوى توفيق.