حمدي رزق

 مدين لعمرو أديب بالظهور الأول على الشاشة الصغيرة جواره فى برنامج «القاهرة اليوم/ أوربت»، أعطانى من الثقة ما يكفى للمرور من «خضة» الظهور الأول، وظل مساندًا بكل أريحية، عمرو منح كل من جاوره على منصة «القاهرة اليوم» كثيرًا من خبرته المتراكمة فضائيًّا.

 

اثنان من جيلى يمكن اعتبارهما مهنيًّا (إبراهيم عيسى صحفيًّا، وعمرو أديب إعلاميًّا)، الأول تفردًا بالصنعة، أحد الصناع الكبار، أسطى صحافة قلمه يتلف فى حرير، والثانى تفرد بالشاشة الصغيرة، لا يترك خلفه ملّى من الشاشة لغيره، حضور غير متكلف، وحكاء ملم بالتفاصيل، وطلة خفيفة الظل، حتى من لا يهضموه لا يخاصموه، فقط يختلفون معه، وكثيرًا ما يختلفون عليه، والاختلاف حق مستحق ولا تثريب عليهم.

 

لعمرو أديب أن يغتبط بمحبة الناس الطيبة، دعوا له كثيرًا، ربنا سترها معاه، الحادثة كانت فظيعة، كما يقولون عمر الشقى بقى، وربك رب قلوب، سيبك من القلوب السوداء، الإخوان والعياذ بالله نفوسهم مظلمة، هم ألد الأعداء لكل من يدافع عن التراب المقدس، عمرو مدافع شرس عن وطنه فى مواجهة أعداء الوطن، لذا يكرهونه، ويفرحون فى مصابه، ويشمتون فى حادثة قدرية، ربنا وحده من نجاه لأولاده ومحبيه.

 

ما أحزننى بشدة أن ينساق البعض وراء الخرفان، ويلوك سيرة عمرو بالباطل، وبيقبض كام، وثروته كام، ويشير صورة السيارة المحطمة، ويفكس على النمر، ويمعن فى الحكى البغيض عن ماركتها، وسعرها، وطرازها، فى حقد وشماتة، ما هذا السخام الذى تترون فيه، ما هذا الذى توحلون فيه، عربية إيه وحياة الرجل كانت على كف الرحمن، تغور العربيات والفلوس، المهم نجاته، الحمد لله على سلامته.

 

كيف أصبح البعض هكذا شامتًا فى مثل هذه الحوادث المروعة، مجددًا سيبك من حلف إخوان الشيطان، لا هم لهم إلا مطاردة عقور لكل من يقف فى طريقهم، تخيل ظلوا يتبادلون التهانى مع انتشار خبر الحادثة حتى مطلع الفجر.. وبعدها صلوا الفجر حاضرًا.. وحرمًا يا مولانا!.

 

هل هؤلاء بشر أسوياء، هل هؤلاء بشر من الأساس، ونازلين دعاء على الرجل وهو فى شدته، ليس غريبًا عليهم، الحقد مالى قلوبهم على كل ناجح، وعمرو ناجح جدًّا، بامتياز، وعدل كفة الميزان مع ظهوره فى مواجهة قنوات الإخوان، عمرو سحب البساط فوقعوا من فوق السجادة، يكتسح أراجوزاتهم ليلًا بالحقائق وأرقام المشاهدة، وموهبته فى الجدل والحوار، وحكاياته التى تحمل كثيرًا من الحلويات.

 

الانسياق الأعمى وراء إخوان الشيطان مكلف نفسيًّا، الإخوان يغتبطون فى مصائبنا كثيرًا ويهللون ويكبرون، عايشين وسطنا كالبكتيريا السامة تتغذى على الفضلات، عايشين معانا على غش، راجع شماتتهم فى رحيل الكبار طيبى الذكر مع حفظ المقامات والألقاب، الراحلين، وحيد حامد، أحمد فؤاد نجم، عبد الرحمن الأبنودى، وسيد حجاب، ذن لا تستغرب فرحتهم فى مصاب عمرو أديب وغيره، هم ضد كل ما هو مصرى حتى آخر سلالة المصريين.

 

خلايا الإخوان التى استيقظت من سباتها والناس نيام لتملأ الفضاء الإلكترونى عواءً، أقصد دعاءً على عمرو أديب، لم يضروه إلا بشىء قد كتبه الله عليه، ولكن يضيرنا تمامًا حديث السيارة على صفحات مواقع صديقة، هذا مدعاة لتقليب الحقد الاجتماعى، رجاء لا توحلوا فى وحل الإخوان، دعوها فإنها منتنة، أقصد قصة السيارة (رينج روفر فوج فضية اللون).. هكذا كان العنوان على المواقع وشيرته الأصابع الشريرة.. وألف سلامة يا عمرو.. منتظرين مزيد من حكاياتك وحلوياتك.

نقلا عم المصري اليوم