د. مينا ملاك عازر

صديقي القارئ، توقفت في المقال السابق عند إطلاع سيادتك على الجزء الأول من خطابي الذي أرسله لمعالي دكتورة هالة زايد وزيرة الصحة المصرية، وهذا رغبة مني في المزيد من الشفافية التي تتمتع بها حكومتنا ودولتنا. ومن ثمة، فعلي أن أنتهج ذات النهج الذي ينتهجونه، وأكون شفاف مثلهم وشفافيتي بإظهار الحقيقة، بنشر وثائقي وآرائي مستعين بعمق تاريخنا الضارب في سجلات حقوق الإنسان التي من بينها أن يقول الإنسان رأيه في شفافية وحرية وأبدأ من الفقرة القادمة باقي فقرات الخطاب.
 
دكتورة هالة عفواً، فقد أطلت على سيادتك، وأنا أعرف أن وقتك مشغول بين الانتقال بين الدول الموبوءة بكورونا والتي كانت في صداراتها الصين والتي ردت الجميل وأرسلت لنا آلاف من جرعات اللقاح الذي أنتجوه لمكافحة ذلك الفيروس اللعين، طبعاً بتمويل إماراتي كما فهمت، أما بالنسبة لتصريح حضرتك في الجرائد عن حجز جرعات من اللقاح الأمريكي ونظيره الإنجليزي، فلا أعرف عما دفعناه شيء، مع أنني أذكر أننا حجزنا في واحد من التطعيمين قرابة الثلاثين مليون جرعة، لم يصلنا منها شيء، هذا بالنسبة للقاح الأمريكي، ولم يخبرنا أحد عن اللقاح الإنجليزي لقاح أوكسفورد –أسترا زينكا- وبمناسبة اللقاحات لم نعلم من سيادتك عن الأربع لقاحات المصرية التي أعلن عنها وجربتي ببذل واضح من حضرتك واحد منها، وكنتم تعلنون وتطالبون بمواطنين مصريين للتوجه ليتطوعوا لتجربة هذا اللقاح المصري، وبمناسبة التجربة لم أفهم جيداً هل اللقاح الصيني الذي وصلنا منه جرعات محدودة بطائرة إماراتية، هل وصلنا من باب التجربة أم سبق لنا أن جربناه وإن كان هذا أو ذاك، فهل لنا أن نعرف نتيجة التجربة أم يحيطه سياج من السرية والكتمان، كذلك الذي يحيط بنتائج لقاحاتنا الأربع.
 
معالي الدكتورة، عفواً ولتجعلي صبرك على طول خطابي الذي سأحاول أن أختمه عاجلا في ميزان حسناتك، ولتقبلي مني سؤال أخير، لماذا لم نتعامل مع واحد من اللقاحين الأمريكيين المرخص لهم في أمريكا؟ والتي رخصت أوروبا لواحد منهم أو حتى الثالث جونسون آند جونسون المتوقع له يناير القادم للترخيص له من أمريكا، وقررنا أن نتعامل مع اللقاح الصيني؟ هل لأن الإمارات هي التي ستحاسب عليه وسنوفر بهذا ما قد ندفعه ثمن اللقاحات الأخرى، وهنا يطرح سؤال آخر، هل سنسترد مبالغ تم دفعها في حجز جرعات اللقاح الأمريكي والإنجليزي لأن سيادتك صرحتي بأنه تم تخصيص حصة لمصر منهما، وبمناسبة اللقاحات الصينية وغيرها، لماذا معالي الوزيرة انتظرتي لهذا الشهر لتجلسي من معالي دولة رئيس الوزراء المصري، لتضعان خطة توزيع اللقاح أيا كانت جنسيته، هل لم يكن لديك أمل بالرغم من كل ما حجزناه من لقاحات، وما أنتجناه تجريبياً من لقاحات محلية، في إيجاد لقاح حقيقي لهذا
الكورونا، فتفاجأتي فقررتي تضعين خطة بالمناسبة، هل تم وضعها فعلاً؟ ولماذا لا نغش مثلا خطة بريطانيا التي أراها أكثر توفيقاً في وضع الخطة وتنفيذها للآن، وهذا لا يقلل أبداً من مجهودات سيادتك والطاقم الطبي المشرف على كورونا ونشاطها في مصر، فلكم مني جميعاً خالص التقدير وللشعب المصري الله فهو نعم الوكيل والحافظ والمعين.
تقديري....
 
المختصر المفيد قليل من التخطيط والشفافية في تحركاتنا، حانكون بلد تانية خالص بس حانعمل إيه؟