إعداد وتقديم الباحث – عصام عاشور

قال الباحث عصام عاشور، إن تاريخ الحركة الوطنية المصرية قديم قدم الشعب المصرى ذاته فبدايةً من التاريخ المكتوب فإن حركة الشعب المصرى للتمرد والثورة على إستبداد حكامه والتمرد والثورة على سارقى قوته والتمرد والثورة على من يعمل على إفقاره.. حتى التمرد والثورة على من يعمل على التضييق على حرياته.
 
وأضاف: من هنا كان لابد من إعلام الشباب والأجيال الجديدة بهذا التاريخ.. لذك إخترت وسيلة البث التليفزيونى عبر أحدث وسائل الإتصال وهى الإعلام الإجتماعى أو كما تسمى بالإنجليزية (السوشيل ميديا) تلك الوسيلة التى يجيد إستخدامها ويفضلها أبناء هذه الأجيال.

بعد تشكيل حكومة محمود سامى البارودى والتى عين بها عرابى وزيراً للجهادية .. تم إكتشاف مؤامرة لإغتيال عرابى قيل أن من دبروها هم الضباط الجراكسة.
 
تشكل مجلس عسكرى حكم على هؤلاء الضاط بأحكام شديدة .. خفضها الخديوى رغم إرادة عرابى، ومن ذلك الوقت زاد وإشتد الشقاق بين الخديوى والوزارة.
 
فصمم الوزراء على جمع مجلس النواب والإجتماع به رغم أن المجلس كان فى عطلة وذلك بدون الدعوة التى يوجهها الخديوى للإجتماع (كما يقضى القانون) .. فإضطر المجلس للإجتماع فى بيت رئيس المجلس.
 
تداول فى هذا الإجتماع فكرة (عزل الخديوى) والتى عُزيت ونسبت فى وقتها لعرابى. لم يتم الإتفاق على هذه الفكرة لخطورتها.
 
تم إبلاغ الخديوى بما حدث وما قيل .. فزادة حدة الشقاق والخلاف والعداء بينه وبين الوزارة وعلى رأسها بالطبع عرابى. وفى نفس الوقت تمسك مجلس الشورى بحقه فى أن يراقب بإسم الأمة جميع أعمال الحكومة خاصةً كيفية التصرف فى موارد البلاد وماليتها.
 
فتقدمت كل من بريطانيا وفرنسا بإنذار للحكومة والمجلس حتى لا يتدخل المجلس فى أية من الأمور والشئون المالية.
 
 
كما أن المراقب المالى البريطانى قال:
(ليس للمجلس أى إختصاص بالشئون المالية أو مراقبة أى إدارة فى الحكومة يرأسها أوروبيون لأن مثل هذه الإدارات هى ركائز الإصلاح).
 
إلا أن المجلس بدأ فى نظر الميزانية .. ولم يعبأ بإنذارات الدولتين ولا كلام المراقب البريطانى، وبمجرد إقدام المجلس على نظر الميزانية .. تقدمت كل من إنجلترا وفرنسا بمذكرة ثانية شديدة اللهجة أُذيعت على الرأى العام .. هذا نصها:
 
"لقد تغير ميزان السلطة فى مصر وإنتقلت كل السلطات فيه إلى مجلس النواب وإلى القادة العسكريين الذين يفرضون نفوذهم عليه وهذا إنقلاب خطير وتغيير جوهرى زعزع سلطة الخديوى وسلطة النظار (الوزراء) وإضطرد التدهور نتيجة له ويتعاظم كل يوم وقد أصبح مجلس النواب الذى كان مجرد دمية وأداة طيعة فى عهد الخديوى إسماعيل ويوافق على كل ما يعرض عليه مهما كان ظالماً أصبح قوة ويصر على التمسك بحقوق تناقض كل ما نصت عليه المواثيق والإتفاقيات الدولية".