د. ممدوح حليم
 
كم هو عميق القول الذي جاء في صلوات القداس للقديس غريغوريوس، والتي يخاطب فيها الله قائلا: 
 
خلقتني إنسانا كمحب للبشر" 
 نعم لقد خلق الله الإنسان إنسانا، لم يخلقه ملاكا، وإن كان الإنسان يستطيع أن يصبح ملائكي السيرة. ولم يخلقه حيوانا، لكن الإنسان قد يصبح همجيا فتقترب سلوكياته من سلوكيات الحيوان. والإنسان ليس شيطانا، لكنه قد ينساق وراء أفكار الشيطان فيتبع مملكته. الإنسان إنسان ككائن لا مثيل له. لقد أبدع الله خلق الإنسان
 
   إن الإنسان تاج الخليقة، وهو محور الحياة على الأرض. خلق الله له كل ما على الأرض من أجل سعادته وراحته.  
لقد أدركت الحضارة الأوربية أهمية الإنسان وقيمته، لذا جعلت شعارها: " الإنسان هو الهدف. الإنسان هو الوسيلة ". إن كل تقدم هو به وله . كم هي عظيمة قيمة الإنسان في الحضارة الأوربية . ليت الشرق يحذو حذوه. 
 
لقد اكتسبت الإنسانية شرفا عظيما في شخص يسوع المسيح. إن يسوع هو ابن الإنسان كما كان يحلو أن يلقب نفسه. لقد أكد يسوع على إنسانيته، لقد جاء ممثلا للإنسانية أمام الله الآب. كان هدفه أن يخلص الإنسان. إن أعظم ما أفرزت البشرية هو شخص يسوع المسيح، آدم الأخير، الذي به وفيه ينصلح حال البشرية. 
 
 انظر ما فعله الإنسان من شر وقتل ودمار عبر العصور وحتى وقتنا هذا. ضاع الإنسان وانحرف وهلك. هناك فرصة رائعة أن يستعيد الإنسان مجده في شخص يسوع المسيح ابن الإنسان.. 
 
 لقد كان الشاعر والأديب الكبير جبران خليل جبران شديد الإعجاب بشخص يسوع، لذا وضع مؤلفه : " يسوع ابن الإنسان" . أشاد فيه بإنسانية يسوع معجبا يها متغنيا . ليتنا نعتز بإنسانيتنا، ولنردد قول القداس: " خلقتني إنسانا " ....