بقلم – روماني صبري 

واجه عناصر "داعش" المسلحة دون أن يعرفه الخوف، ليستشهد على اسم المسيح بمحض إرادته، كما الـ20 قبطيا الذي نالوا الشهادة معه في ليبيا، ليدرج اسمه قداسه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للسنسكار الكنسي الذي يضم سير شهداء المسيحية على مر العصور، انه الشهيد الإفريقي ماثيو.
 
يقول القس ابيفانيوس يونان، كاهن كاتدرائية شهداء الإيمان والوطن بليبيا، وقع الشهيد ماثيو في قبضة تنظيم داعش الإرهابي هو و5 من الأفارقة أصدقائه، وعرض عليهم التنظيم إنكار المسيح، فقبل الجميع عدا ماثيو، فذهب به التنظيم لمكان الأسرى الاقباط الـ20، مضيفا في تصريحات خاصة لفضائية "صدى البلد"، بعدها الشهيد أتعرف عليهم وبقوا يشجعوا بعض حتى تم ذبحهم من قبل التنظيم لينالوا الشهادة، وأتوجه بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لكل الجهود التي بذلها من اجل عودة رفات العشرين شهيد.
 
 وناشد القس ابيفانيوس يونان، كاهن كاتدرائية شهداء الإيمان والوطن بليبيا، وزارة الخارجية بالعمل من اجل عودة رفات الشهيد ماثيو، موضحا :" رفات الشهيد ماثيو في ليبيا ولحد دلوقت لم يستدل على أهله، وقدرنا ناخد بعض من رفاته ووضعها في  كاتدرائية شهداء الإيمان والوطن بليبيا، كلفته إنسانية هو استشهد مع شهدائنا المصريين ونأمل إننا نستقبل رفاته ." 
 
مصر تستقبل رفاته 
شهد 29 سبتمبر الماضي، استقبال مطرانية سمالوط، رفات الشهيد الأفريقي "ماثيو"، ليوضع  بمزار الشهداء داخل كنيسة شهداء الإيمان والوطن، في قرية العور، بعدما لم يستدل على أهله، وأعلنت مطرانية سمالوط العام الماضي، افتتاح متحف شهداء الإيمان في ليبيا بكنيستهم "شهداء الإيمان والوطن"، ويحوي "بانوراما توثيقية" حول رحلة الشهداء بعد خطفهم من قبل داعش حتى عملية ذبحهم، واستقبال مصر لرفاتهم، وكل ذلك بوثائق كتبت باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية.
 
وأقدم تنظيم "داعش" الإرهابي على ذبح 21 مصري قبطي تحت عنوان رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب، وبث تنظيم الدولة الإسلامية فيديو يظهر عملية الذبح على إحدى السواحل الليبية وأظهرت اللقطات المعاملة المهينة من عناصر داعش للأسرى، حيث ساقهم واحدا واحدا، وأظهرت لقطة تلطخ مياه البحر بلون دماؤهم.
 
يقول خطاب مصلحة الطب الشرعي، ويحمل توقيع  الدكتورة منال حسين رئيس الإدارة المركزية للمعامل الطبية الشرعية، بخصوص تسليم رفات الشهيد "ماثيو" : 
 
بناء على تصريح النيابة العامة لمكتب النائب العام - التعاون الدولي بشأن الطلب المقدم من الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط بطلب استلام العينة المتحفظ عليها لأحد ضحايا حادث ذبح 21 شخص بدولة ليبيا والتي لم يستدل له على أهليته وفقا لتقرير الطب الشرعي في القضية رقم 98 لسنة 2017، إنابة قضائية المقيدة برقم 52 لسنة 2017، حصر تحقيق إدارة التعاون الدولي.
 
فقد قامت وحدة الحمض النووي بالإدارة المركزية للمعامل الطبية الشرعية بمصلحة الطب الشرعي بتاريخ 23 -9- م2020، بتسليم رفات المتوفي الذي لم يستدل على أهليته والمتحفظ عليه لدينا إلى ممثل مطرانية سمالوط لدفنها بمعرفتهم، علما بأن الرفات المسلمة هي كل ما ورد للمعمل الطبي بخصوص المذكور أعلاه، ولا نحتفظ لدينا بأي عينات أخرى لتلك الرفات.
 
وسلمت الرفات الدكتورة سها أحمد رأفت المدير الفني لوحدة الحمض النووي، للقس إبيفانيوس يونان، كاهن كاتدرائية شهداء الإيمان والوطن، بقرية العور.
 
أبدى الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط للأقباط الأرثوذكس، عن سعادته الشديدة لاستقبال المطرانية جثمان الشهيد ماثيو أحد شهداء ليبيا الـ21 الذين تم ذبحهم على يد تنظيم داعش الإرهابي بليبيا، وذلك بعدما أمضوا شهرا ونصف تحت التعذيب كي ينكروا إيمانهم المسيحي حتى نالوا الاستشهاد.
 
وبحسب الدستور، صرح مطران سمالوط خلال الاحتفال بعودة رفات الشهيد ماثيو، أن مطرانية سمالوط كانت قد شيدت كنيسة باسم شهداء الإيمان والوطن بالإيبارشية في أواخر عام 2017، واستقبلت الكنيسة بفرح عظيم رفات 20 من شهداء ليبيا في فبراير عام 2018، بمجهودات ضخمة من الدولة ومثابرة من قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
 
موضحا :" ذبح داعش 20 شهيد مصري، أما الشهيد ماثيو الذي وصلت رفاته  إلى مصر فهو غاني الجنسية، لذلك استغرق ضم رفاته لباقي الشهداء وقتا طويلا، لافتا :" عرفنا من أحد شهود العيان اللي عاصروا الأحداث في ليبيا وهو مسلم الديانة أن الشهيد ماثيو، كان من ضمن 8 أفارقة خطفهم التنظيم في طرابلس، وضغط عليهم لإنكار المسيح، فوافق 7 منهم لكن "ماثيو" رفض بشدة وقال لهم : أنا متمسك بإيماني المسيحي، فقرر التنظيم ذبحه مع العمال المصريين المسيحيين."