كتبت - أماني موسى
 
ودعت لبنان قبل أيام الباحث والناشر اللبناني لقمان سليم، إلى مثواه الأخير بعد عملية اغتيال تمت، حيث عثر عليه مقتولا برصاصة في الرأس داخل سيارته في منطقة النبطية جنوب لبنان، وتم دفنه في حديقة منزله بمنطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية في "المكان الذي يحب" كما ذكرت شقيقته رشا وبدون جنازة أو تعاز.
 
ولقمان سليم، هو كاتب وباحث لبناني ينتمي للطائفة الشيعية، معارض لحزب الله، سبق أن تلقى تهديدات بالقتل بسبب مواقفه وكتابته وصلت لحد كتابة التهديد بالقتل على جدران منزله.
 
وقالت شقيقته رشا سليم إن "شقيقها كان مظلومًا ومحبًا ومتواضعًا والناس تحبه، وخصومه خسروا خصمًا نبيلاً كان يعيش بينهم ويناقشهم بذكاء وبمنطق وبهدوء وبكل محبة".
 
وأضافت أن "هذه الخسارة لكل لبنان والقتل عمل وضيع، ويعطي مثالاً خاطئًا للعالم واننا نقتل من يخاصمنا بالرأي، والقتل هي لغتهم الوحيدة، والمنطقة التي قتل فيها معروف من المسؤول فيها وتركوا بصمتهم".
 
 
شقيقته: أرسلت له عدة رسائل واتصالات دون رد
وأضافت في لقاءها مع قناة العربية الحدث، عن يوم وفاته قائلة: أنها أرسلت رسالة نصية لشقيقها لقمان ولم يرد، فأرسلت عدة رسائل أخرى وأيضًا لم تتلق أي رد، فقامت بالاتصال به هاتفيًا للاطمئنان عليه دونما رد أيضًا، فاتصلت بزوجته لتستفسر عن الأمر فأخبرتها أنه ذهب إلى الجنوب ولم يعد حتى الآن، فاتصلت بصديقه شبيب الأمين الذي أخبرها بدوره أن شقيقها غادر منذ قليل وربما يعود إلى البيت خلال ساعة على الأكثر.
 
أين كان ليلة الحادث؟
وتابعت، شعرت بقلق غريب ينتابني وانتظرته ولم يعد، فأخذت تجري عدة اتصالات بشقيقها في باريس والمحامي وابن عمها، لأنها شعرت بوجود شيء ما سيئًا قد حدث، وحين ذهبت إلى القسم لتحرير محضر ولكن القسم أخبرها أنها لن تتمكن من تقديم بلاغ إلا بعد مرور 24 ساعة على اختفائه، وأخذ الجميع يتصلون عليه دون جواب.
 
الأم: ابني كان بيحب لبنان.. وسمعت خبر وفاته أول ما صحيت كانت صدمة مخيفة
وفي ذات السياق، قالت والدته أن ابنها كان يحب لبنان كثيرًا ويريد لها الخير، وأنها لم تعرف بخبر وفاته إلا عندما استيقظت فجرًا وأخبرتها كلاً من ابنتها وزوجته قائلين العوض بسلامتك، وتابعت: "الحقيقة كانت صدمة مخيفة.. قلبي مجروح، كنت فاكرة أن لبنان بمحاولات لقمان وغيره ستتغير وأنه هيبقى في إمكانية نسمع المختلفين عنّا، مش نقتلهم ونخفيهم.
 
القتل مش الحل وكنت أتصور أن لبنان سيكون بلد حضاري
مشددة، القتل مش الحل، القتل مش بيصنع بلد، كنت أتخيل أن لبنان ستكون راقية ويقدر المختلفين على أرضها أنهم يتقابلوا ويتحاوروا، ومقتل لقمان حطمت كل أمل في أن يصبح لبنان بلد حضاري.
 
كنا نعرف أن حياة لقمان في خطر وأننا اقتربنا من الخطر الذي أصبح في ذروته
بدورها قالت زوجته، أنها وزوجها كانا لا يتطرقان إلى موضوع احتمالية اغتياله، لكنها كانت تعرف أن حياته في خطر وأن التهديد قائم، فالأمر لم يبدأ بالاغتيال ولا في عام 2019 عندما أحرقوا الخيمة في مركز المدينة، هناك حملة للأخبار كانت تُشن بدأت قبل عشرة أعوام، ومؤخرًا شعرنا بأننا قرب قمة الخطورة وأن الخطر أًصبح في ذروته، لكننا تجاهلنا ذلك وأردنا الاستمرار في لبنان.
 
الخيار الوحيد للنجاة كان في مغادرة لبنان لكنه لم يفعل
وتابعت، الخيار الوحيد لدينا لننجو بحياة لقمان كان المغادرة من لبنان، ولكننا لم نرغب في ذلك، وبكل تأكيد أنا أيضًا لن أغادر اليوم.
 
لم نعرف الجهة التي ستحقق ونخشى عدم الوصول لنتيحة كما حدث في مئات الوقائع سابقًا
وعن تسليم هاتف لقمان للجهات الأمنية، أوضحت شقيقته أنها تعرفت أنه يمكنها تتبع مكان وجود شقيقها من خلال الهاتف، وأنهم لم يرتضوا في بادئ الأمر أن يسلموا الهاتف للأجهزة الأمنية لأنهم لم يعرفوا من هي الجهة التي ستحقق في القضية، وفي قلوبنا قلق كبير بأننا لن نصل إلى نتيجة كما حدث قبل ذلك في مئات الوقائع.