قبل أسابيع فقط، كان الاتحاد الأوروبي يطالب بلقاح كوفيد-19 لشركة أسترازينيكا، إلا أن ألمانيا استخدمت أقل من عُشر الجرعات التي تم تسليمها إليها، حيث يقول بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية إنهم قلقون بشأن الآثار الجانبية.

 
ألمانيا ليست وحدها. يدفع بعض العاملين في مجال الصحة الفرنسيين أيضاً للحصول على لقاحات من مودرنا، وفايزر بدلاً من أسترازينيكا، حيث يأتي ترددهم بعد خلاف الشهر الماضي حول ما إذا كانت دول الاتحاد الأوروبي ستحصل على نصيبها العادل من لقاحات أسترازينيكا مع تباطؤ عمليات التسليم.
 
ودفعت التقارير الإعلامية حول الآثار الجانبية القوية بشكل غير متوقع وزير الصحة الألماني ينس سبان إلى القول يوم الأربعاء إن التطعيم "آمن وفعال وأنه لن يتردد في الحصول على اللقاح بنفسه، وفقاً لما ذكرته "بلومبيرغ"، واطلعت عليه "العربية.نت".
 
ربما لن يحصل سبان البالغ من العمر 40 عاماً على أي لقاح لبعض الوقت، حيث تعطي ألمانيا الأولوية لكبار السن والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
 
وتحرك الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء لتعزيز إمدادات اللقاح من خلال تأكيد الطلبات الجديدة مع شركة فايزر، وبيونتيك، بالإضافة إلى شركة مودرنا.
 
وذكرت صحيفة محلية نقلا عن وثائق داخلية لقسم الإطفاء أنه في فيلق لسيارات الإسعاف في دورتموند، تم تطعيم ربع الأشخاص البالغ عددهم 300 شخص في أواخر الأسبوع الماضي بلقاح أسترازينيكا. أوصى مسؤولو الصحة في ولاية شمال الراين - وستفاليا، حيث تقع دورتموند، بتلقيح مجموعات أصغر من العاملين في مجال الرعاية الصحية في وقت واحد لتجنب النقص في الموظفين.

آثار جانبية
أكد سبان للصحافيين في برلين أن يجري البحث في تقارير الآثار الجانبية و"نأخذها على محمل الجد". مضيفاً "في الوقت نفسه، من المهم للغاية التفريق بين رد الفعل المتوقع للتلقيح والآثار الجانبية غير المتوقعة".
 
وقال متحدث باسم أسترازينيكا، إن الآثار الجانبية الموثقة تشمل الصداع، والتعب، والقشعريرة، والحمى، والشعور بالضيق وآلام في العضلات.
 
وأوضح سبان أن معهد بول إيرليش الألماني اكتشف عدم وجود آثار جانبية غير متوقعة في اللقاحات الثلاثة المعتمدة. وقالت متحدثة في رسالة بالبريد الإلكتروني إن المعهد يراقب ردود الفعل لجميع اللقاحات عن كثب لمعرفة ما إذا كانت تتطابق مع ما لوحظ في التجارب السريرية وسيصدر تقريره المقبل الخميس.
 
ويواجه نشر اللقاح تحديات لوجستية محتملة، حيث توصي العديد من الدول الأوروبية بإعطاء اللقاح فقط للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً حتى يتم نشر المزيد من البيانات حول استخدامه لدى كبار السن. وهذا يعني أنه يتعين على السلطات الصحية فرز الأفراد ذوي الأولوية القصوى للقاحات إلى مجموعتين، مع حصول كبار السن على لقاحات مودرنا وفايزر وتحويل الأطباء والممرضات وطاقم التمريض المنزلي نحو منتج أسترازينيكا.