كتب – روماني صبري 
 
أحييت الكنيسة الكاثوليكية المصرية، ذكرى استشهاد 20 قبطيا و إفريقي في ليبيا على يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي، لرفضهم إنكار المسيح.
 
وجاء في بيان للكنيسة : 
 
بعد مرور ستة سنوات، ومازالت هذه الذكرى تتخطى كل طائفة وديانة وجنسية. هؤلاء الشهداء أصبحوا ايقونة شهادة لعالمنا المعاصر، لكل شخص يؤمن ولايمانه يعطي كل ما لديه حتى حياته ومستقبله. لانه يؤمن والايمان حياة أعمق وأكبر من الحياة بذاتها. نعم يبقى الإيمان حياة تفوق حياة. هذا ما أعلنه هؤلاء الشهداء، بموتهم أعلنوا حياة أعمق من حياة كثيرين احياء. 
 
التقينا عائلتهم وابنائهم عام ٢٠١٦، وكم من منهم استقينا أمل ورجاء، ومعنى حتى للألم. واليوم قداسة البابا فرنسيس في رسالة فيديو يؤكد "إنهم قديسينا، قديسو جميع المسيحيين".
 
يؤكد قداسته: هؤلاء الرجال المسيحيين والمعمدين بالماء والروح القدس قد تعمدوا في ذلك اليوم أيضا بالدم. إنهم قدسيينا، قدِّيسو جميع المسيحين، وقدّيسو جميع الطوائف والتقاليد المسيحية. إنهم الذين بيَّضوا حياتهم بدماء الحمل، إنّهم شعب الله، شعب الله الأمين. رجالٌ عادين، أرباب عائلة، رجال يرغبون تربية ابنائهم، رجال بكرامة العمال، لا يسعون فقط لكي يحملوا الخبز إلى بيوتهم وإنما ليحملوه إلى البيت بكرامة العمل. هؤلاء الرجال قد قدّموا شهادة ليسوع المسيح. ذبحوا بوحشيّة .
 
هؤلاء أمتزجت دمائهم بدماء البحر، ليبقى للأبد، بقاء البحر. مازال هذا البحر يلامس العديد والعديد من البلاد، ويعلن كل مرة: هناك من يعطي حياته ثمنا لإيمانه، نعم هناك من يعطي دمائه ثمنا لإيمانه. 
هذه الذكرى، بكل الم نتذكرها، ولكنها تصبح لنا اليوم نافذة رجاء، مصدرا للشجاعة، سببا للتضامن لكي لا يبقى بعد إرهاب، لكي تصبح البشرية كلها (اخوة). وهذه الاخوة قادرة ان تمسح كل تطرف، وتمحي كل تعصب، وتروي كل اعمال المحبة والتعاون والسلام. 
 
وباسم اللجنة الأسقفية للإعلام، نتقدم لاهالى وأبناء واحباء هولاء الشهداء بكل الحب والامتنان لتقدمتهم الكبيرة الذين مازلوا يتقدموا بها: دموعهم، الامهم، حنينهم. ومعهم نرجوا في القيامة والحياة الأبدية.