الأنبا بفنوتيوس: هدف خطفهم محاولة للإساءة لمصر

كتب - نعيم يوسف
6 أعوام مرت على استشهاد الأقباط في ليبيا، والذي حدث يوم 15 فبراير عام 2015.. هذا اليوم الذي اعتبرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عيدًا لكل شهداء العصر الحديث.
 
برنامج «نظرة» المذاع على قناة «صدى البلد» ويقدمه الإعلامي حمدي رزق، عرض حال قرية العور بعد 6 سنوات من ذكرى استشهادهم.
 
من المنيا إلى الجيزة إلى ليبيا إلى السماء
والد الشهيد جرجس سمير، قال إن ابنه كان محبا للإيمان منذ صغره، وهو حاصل على دبلوم زراعة، وكان قويا عندما تم القبض عليهم من قبل الدواعش، ويشجع زملائه، لدرجة أن الدواعش أطلقوا عليه لقب "الغول".
 
أنه كان يعمل في مهنة البلاط، وبعد الانتهاء من الخدمة العسكرية سافر من المنيا إلى الجيزة، ولكن الحال لم يعجبه، وبعدها سافر إلى ليبيا، وخطب ابنة خالته، وبدأوا في التجهيز للزفاف، وكان من المقرر أن يتزوجا في شهر أغسطس عام 2015، ولكنه استشهد قبلها.

معاناة أسرة شهيدين
هذا، وقال أخ الشهيدان بيشوي وصموئيل اسطفانوس، إن شقيقاه سافرا إلى ليبيا بسبب السعي على لقمة العيش، لافتا إلى أن بيشوي سافر بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية بشهر واحد، وصموئيل كان لديه إعاقة، ولكن فيما بعد حدثت واقعة الاختطاف، موضحا أنهم عاشوا في رعب وقلق وخوف على مصيرهم، وسعوا إلى التواصل مع الحكومة المصرية، ولكن الفوضى في ليبيا حالت دون تدخل الحكومة المصرية في ذلك.
 
وأشار إلى أنه شاهد الفيلم الذي بثه تنظيم داعش الإرهابي، موضحا أن الإرهابيون يريدون تدمير البلاد، وبعد مشاهدة الفيلم دخلوا في صدمة نفسية، ووالده تأثر نفسيا كثيرا بما رآه في الفيلم، مشددا على أن الكنيسة تقف إلى جوارهم كثيرا، وعندما عادت رفات الشهداء ارتاحوا قليلا، مؤكدا أن الضربة الجوية التي شنتها الدولة، فرقت كثيرا في نفوسهم.
 
وأوضح أنه سافر في شهر ديسمبر عام 2014، وهناك التقى مع أحد الشهداء الآخرين، وتم اختطافهم بعد أسبوع واحد من وصوله إلى ليبيا، موضحا أن زملائهم في السكن أبلغوا أسرهم بعد خطفهم مباشرة، مشيرا إلى أنهم لم يعرفوا التواصل معهم حتى استشهدوا.
 
رفعوا رأس المسيحية
أما القس أبيفانيوس يونان، راعي كنيسة شهداء الإيمان، في محافظة المنيا، فأشار إلى أن هؤلاء الشهداء رفعوا رأس المسيحية في كل المسكونة، وهم أبوا أن ينكروا إيمانهم، ونحن ننتظر هذا الوقت -15 فبراير- من كل عام من أجل إحياء ذكراهم.
 
وكشف "يونان"، أن الشهيد ماثيو -الأفريقي- تم القبض عليه مع 7 أفارقة من غانا، وعرضوا عليهم إنكار إيمانهم، فقبل 6 منهم، إلا أن الشهيد ماثيو رفض فوضعوه مع الشهداء الأقباط، لافتا إلى أن جثمانه ما زال في الحجر الصحي الليبي، ولم يظهر له أهلية إلى الآن، وكـ لفتة إنسانية نطالب وزارة الخارجية والرئيس عبدالفتاح السيسي، بإعادته لنا على أساس أنه استشهد مع أبنائنا.
 
ولفت إلى أن الكنيسة تستقبل زوار حوالي 30 ألف في اليوم، ولكن بعد أزمة كورونا يصل عدد الزوار إلى حوالي 4 آلاف زائر يوميا، مطالبا الدولة بتمهيد الطرق تسهيلا على السياح، مشيرا إلى أن الكنيسة تسعى إلى إنتاج فيلما عن حياة الشهداء.
 
أبطال في الإيمان
من جانبه، قال الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، إن الهدف من خطف أقباط مصريين في 2014 في ليبيا كان محاولة للإساءة لمصر، موضحا أن الإرهابيين عندما أعلنوا عن خطف مجموعة من المصريين في ديسمبر عام 2014 وفي شهر يناير 2015 وعلى مدى شهر ونصف عرف الجميع أنهم يتعرضون للتعذيب والإهانة، وسط خوف أن ينكروا ديناتهم المسيحية.
 
وكشف مطران سمالوط، أن أطفال الشهداء المصريين في ليبيا يشعرون بالفخر أنهم أبناء شهداء، موضحا أنه تم اكتشاف أن رفات المصريين في ليبيا موجود في مقبرة جماعية ولم ترمى جثثهم في البحر كما زعموا، ومن خلال ترتيبات من الدولة تم استعادة رفات المصريين من ليبيا.