كتبها : Oliver
- في اليوم الثامن من ولادته إختتن الحمل. بدأ نزيف الدم مبكراً لكي يخلص الطفولة بطفولته. و بعد ثلاثة و ثلاثون يوماً كعدد سنوات تجسده علي الأرض دخل الهيكل الأرضي ثم بعد ثلاثة و ثلاثون سنة نزف من جديد و مات و قام و صعد إلي هيكله السمائي.
 
- أربعون يوماً عبرت لكي يظهرالمسيح في الهيكل و أربعون يوماً عبرت يتجرب فيها من إبليس ثم يبدأ خدمته و أربعون يوماً عبرت بعد القيامة  لكي يصعد إلي هيكله. الأرقام تحكي رموزها لكي نفهم لماذا حسبت هكذا.لا12: 1-6.
 
- دخلت العائلة المقدسة التي لا تحتاج إلي تطهير لكي تقدم ذبيحة تطهير. يوسف البار حافظ علي عفة العذراء و الروح القدس هو زارع الإبن في أحشاء البتول و الإبن الوحيد لم يأت من مشيئة رجل فما حاجة هذه العائلة إلي تطهير؟ لكن هكذا واضع الناموس هو متمم الناموس. لا يناقض نفسه و إذ وضع نفسه لأجلنا لم يستثن نفسه من فرائض الناموس.
 
- كان دخول السيد المسيح إلي الهيكل هو إعلان لاهوته و شهادة لشخصه و ليس لأنه ملزم بالتطهير لكن سلسلة تنازلاته لأجل البشرية تتوالي. منذ تجسد حتي اليوم و إلي أن يخلُص الذين قبلوه بأكملهم سيظل يتنازل لأجلنا. كل إستجابة من الله تنازلاً منه. لهذا دخل الطفل الهيكل ليخلص الشيخ و النبية.
 
-نادي سمعان الشيخ هذا الرضيع بأنه السيد. لم نر رضيعاً سيداً سواه. فرح سمعان بإنطلاقه حمل الطفل و سبح فحمله الطفل إلي شوق قلبه. رأي الخلاص فما عاد الموت يهينه. صاح أن يطلق نفسه بسلام فأطلقها حتي يستردها له. حديث الشيوخ يحسب ببراءة الأطفال طالما يتزين بحمل المسيح علي اليدين و في القلب و ملء البصر.
 
- كل من يحمل المسيح يحمله المسيح. ليكن في قلوبنا مسكنه فنجد أنفسنا نسكن فيه و نستقر. طوبي لمن يتعرف علي المسيح بين الرضعان. يراه مخلصاً و هو مقمطاً في لفائفه. يميزه مهما بدا له متضعاً. يعرف أنفاس الرضيع يسوع. ملمسه يمنح القداسة. عيناه الصغيرتان كاشفتان  الكل مهما بدا صغيراً. من يميز صوت المسيح في صمته و وداعته هو الذي يسكنه الروح القدس. إحملوا أخوته الأصاغر تجدونه.
 
- ما أن دخل الطفل الهيكل حتي إمتلأ الجميع من الروح القدس فرأي الشيخ أن الرضيع مخلص العالم و تنبأت حنة النبية بأن الفداء المنتظر قد حان وقت ظهوره و سبحت الرضيع بلا فتور و هي في شيخوختها المرهقة. الفرح بدخول المسيح أعاد سمعان إلي بصيرته و إيمانه و أعاد حنة بنت فنوئيل إلي شبابها و حيويتها. فدخول المسيح إلي حياة الإنسان يجددها و يمنح طاقات الروح لمن يطلبها و ينتظرها.
 
- لست أملك زوجي حمام لأقدمهما لك. فعيناي لم تعودا كحمامتان. بل منكسرتان من النظر بعيداً عنك. فيا أيها الرضيع الذي لا حدود له ها قد جئت صغيراً لا تشغل حيزاً سوي مزود. لكي تطمئننا علي سهولة خلاصنا. ليست لك شروط فالرضيع لا يشترط. كل من يريد أن يحمله لا يمتنع عنه. قبل أن يعلمنا أن نسلم نفسه ذواتنا جاء و سلم ذاته لنا و ما زال يسلمنا الجسد الذي أخذه من العذراء لنأكله لأنه المن السمائي النازل من فوق.
 
- قلبنا يكفي مسيحنا بل هذا مطلبه. في القلب آخذك و أضع نفسي في يدك. أطلبك أن تطلق عبدك بسلام إلي حيث تشاء أن أنطلق. لكي إذا إبتعدت عن العالم أصير في قربك و في قلبك. أنتظر حرية الخروج من الأسر و قد طال الإنتظار. آمين تعال أيها الرب يسوع.