تعد الزغرودة التعبير الأكثر ملائمة للفرح بين النساء من المحيط للخليج، فلا تذهب إلى فرح أو حفل بدون أن تسمعها.

أصل الزغرودة

لا أحد يعلم متي بدأت الزغرودة بالتحديد، ولكن يذكر في بعض القصص التاريخية أن الرحالة الإغريق رووا أن الزغرودة كانت موجودة في منطقة شمال إفريقيا وذلك عندما كان هومير أحد الرحالة يبدي الإعجاب بصوت امرأة من شرق ليبيا حين سمع صوت زغرودتها في إحدى الحفلات.
 
المصريون أول من أطلق الزغاريد في الجنائز وأحياها الفلسطينيون
 
الزغاريد في وداع الميت أبدعتها المصرية وأحيتها الفلسطينية، من العادة أن تعبر الزغرودة عن المناسبات المفرحة، ولكن ليس غريبا على الشعب المصري بأن يطلق الزغاريد أثناء تشييع الجنازات، وكأن الذي يطلقها يحارب شعور اليأس بداخله ويكسره بقوة، وينتصر ويعيش فرحة زف شهيد إلى عالم أفضل، فما أعظم الأثر النفسي الذي يتركه هذا المشهد في نفس المودع الذي فقد أغلى ما عنده، ليثبت في قرارة نفسه أنه الآن في مكان أفضل ويستحق الفرح لا النحيب والدموع، وهذا يحدث في مصر مع سقوط كل شهيد، وهذه العادة ليست وليدة هذا العصر، ولكن جذورها تنبع من الحياة المصرية القديمة، فكانوا يطلقون الزغاريد عند تشييع جثامين الملوك.
 
الأمر لم يتوقف عند مصر فحسب، وبإعتبار فلسطين قطرا عربيا اعتاد سقوط الشهداء من أبنائه، يمارس فيها الطقس نفسه بشكل عفوي، لزف الشهداء إلى السماء بالطريقة التي تليق بهم، وكيف لا وهى من الدول التي تقدم الشهداء على مدار الساعة منذ خيم عليها الاحتلال.

أشهر زغرودة في الوسط الفني

 ولعل أشهر زغرودة في الوسط الفني صاحبتها الفنانة زينات صدقي حين وافق حسب الله السادس عشر "عبد السلام النابلسي" على الزواج منها في فيلم شارع الحب.

تختلف المسميات بالوطن العربي وتبقى الفرحة واحدة

يقول الباحثون إن الزغرودة لها أشكال مختلفة في كل مجتمع فهي تعرف بـ"اللولوش"في دول الخليج لارتباطها بالإيقاع الصوتي "لو لو لو"، لكن تظل المصرية صاحبة طابع موسقي مميز،  ورنتها هي الصوت الأشهر في أغلب الدول العربية، وفي السودان لها شكل آخر تماما، وفي فلسطين أحيانا ما تسمى بـ"هاهات" مع اسم الزغاريد أيضا، بينما في الأردن لها نفس النغمة الفلسطينية ولكن اسمها "مهاها"، وفي المغرب العربي لها نغمة مختلفة قليلا واسمها "التزغريتة".

مناسبات الزغرودة

تستخدم الزغاريد للتعبير عن الشعور بالفرح، لذلك نسمعها في مناسبات مختلفة مثل الأعراس، والعودة من الحج، وعند التفوق في نتائج الامتحانات، أو في الاحتفال بمولود جديد، ما يساعد على زيادة الشعور بالسعادة، وأحيانا تُسمع حتى في الجنازات خاصة إن كان المتوفى شابا أو شهيدا.