عرض/ سامية عياد 
برع الفنان المسيحى فى عرض قصة الميلاد بكل جوانبها دون إغفال جانب حتى فى الحكايات المرتبطة بها ، فلم يغفل قصة حميم السيد المسيح فى الجرن الفخارى بواسطة سالومى ورفيقتها التى تصب الماء ، وذلك فى الأيقونات القديمة التى تحمل معانى لاهوتية وعقائدية ..
 
نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام فى مقاله "العذراء فى الميلاد" حدثنا عن ما تحمله أيقونات الميلاد من معانى وما تحتويه من تفاصيل ، أيقونة تبدع فى رسم نجم المشرق وهو يشع نورا على المولود الرب يسوع مخترقا الصخور وهو ما يدل على قوة لاهوته ، وأنه النور الذى أشرق فى الظلمة وعلى اليمين أعلى ، ملاك يبشر الرعاة المتبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم ، أحدهم يمسك بالمزمار ليرمز بالنبوات القديمة ويعلن مجىء الرب يسوع ، وأخر يمسك بالعصا ويرتدى جلد الغنم ، ليعلن عن الراعى الصالح حمل الله الذى سيرفع خطية العالم كله ، وعلى اليسار نجد جمهور الملائكة يسبحون "المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" .
 
أيقونة أخرى تصور العذراء المضجعة فعلى يسارها الطفل المقمط الموضوع فى مذود مثل التابوت ، أنه ولد لكيما يموت عنا ، والعذراء ملكة عن يمينه لأنه الملك ، وهناك ثور وحمار يتطلعان إليه ، إنهما يعبران عن الشعب اليهودى الذى لم يدرك مجىء المسيا بحسب نبوءة إشعياء "الثور يعرف قانيه ، والحمار معلف صاحبه ، أما إسرائيل فلا يعرف ، شعبى لا يفهم" ، أيقونة أخرى نرى العذراء تستلقى على وسادة على شكل حبة القمح ، لأنها ولدت خبز الحياة ، وتلتفت بنظرة عتاب هناك يجلس يوسف النجار مطرقا برأسه الى أسفل ، يفكر فى هذه الأمور ، والشيطان أمامه يشككه فى بتولية السيدة العذراء ، وهو فى شكل رجل ذميم يرتدى ثياب الحملان ولكنه من داخل ذئب مختطف ، وأصبح يوسف على وشك أن يخليها سرا ، لولا ظهور الملاك له .
 
أيقونة عن أشكال المجوس وهداياهم للرب يسوع ، نجد الأول كبير السن والثانى متوسط العمر ، والثالث صغير السن ، يرمزون لأعمار البشرية كلها قديما ووسطا وحديثا ، وأحيانا يظهرون الأول أسود اللون ، والثانى أصفر اللون والثالث أبيض اللون ، بمعنى أن كل أجناس البشرية فرحت بميلاد الفادى المخلص ونجد الهدايا الذهب رمز أنه الملك ، واللبان أنه رئيس الكهنة ، والمر أنه سيتألم عنا ويصلب من أجلنا