عرض/ سامية عياد 
"سلامى أترك لكم ، سلامى أنا أعطيكم" السلام هو عطية الرب يسوع للناس وهو ثمرة من ثمار الروح القدس ، فالروح القدس إذا سكن قلب إنسان يعطيه سلاما قلبيا يفوق العقول..
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "السلام القلبى" وضح لنا أن مصدر السلام هو الله فإذا شعر الإنسان أن الله معه لا يدخل فى قلبه الخوف مهما كانت الظروف والضغوط ، الثقة أن الله موجودا ويعمل ويحفظ هو مصدر الفرح والسلام ، فقد قال دواد النبى "إذا سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شرا ، لأنك أنت معى ، عصاك وعكازك هما يعزياننى".
 
هناك من يعتقد ان السلام القلبى يعتمد على الظروف الخارجية ، حينما كان التلاميذ فى السفينة وظنوا أن الرب يسوع نائم بينما البحر هائج ، فقدوا سلامهم نتيجة أحساسهم بعدم عمل الرب ، فقام الرب وانتهر الريح وأعاد إليهم سلامهم ، لذا يجب أن نكون راسخين فى الإيمان ، لا تهزنا الظروف الخارجية مهما كانت ، فالقلب مثل البيت إذا كان مبنى على الصخر لا تستطع الريح أو المطر أن تعصف به لأنه ثابت من الداخل بينما إذا كان مبنى على الرمل بسهولة تقدر الريح أو المطر أن تعصف به ، لذا علينا بالإيمان الراسخ والثقة فى عمل الله ووجوده فى وسطنا ورعايته وحفظه لنا.
 
والشخص الذى يمتلىء قلبه بالسلام يكون سبب فرح وسلام لمن حوله ، القديس الأنبا أنطونيوس كان مثلا فى السلام القلبى قال عنه القديس أثناسيوس الرسولى "من من الناس كان مر النفس ومضطرب الخاطر ويرى وجه الأنبا أنطونيوس إلا ويمتلىء قلبه بالسلام " فسلامه القلبى كان يفيض على من حوله ويريح غيره .
 
اقتنى السلام القلبى الذى يجعلك تعيش فى هدوء وراحة بال وصحة روحية وجسدية ، اجعل الله موجودا فى حياتك وثق فى رعايته وعمله معك ...