عرض/ سامية عياد
"بابل العظيمة" مدينة يتنبأ سفر الرؤيا عن سقوطها لأنها مدينة ضد السيد المسيح ، فينتهى الشر الذى استفحل فى العالم ، تلك المدينة التى جاء ذكرها فى العهد القديم على أنها ضد الله .. فما المقصود بسقوطها ...
القس إبراهيم عازر فى مقاله "سقطت سقطت بابل العظيمة" وضح لنا المقصود بسقوط بابل العظيمة ، فى العهد القديم جاء ذكر بابل اكثر من 200 مرة ، أولا: بابل مدينة أعلنت تمردها ضد الله ، فكان "برج بابل" هذا البناء الذى يعلن تحدى الإنسان لله ، لأول مرة يستخدم الناس الطوب بدلا من الحجر وكأنهم يعلنون أنهم لم يعودا يعتمدوا على الله فهى إعلان عن التحرر الكامل من الله وسلطاته إذ أراد الإنسان أن يكون مساويا الله (رأس البرج يلمس السماء )، هذا كان أول تحدى لتلك المدينة ضد الله ، ثانيا : بابل مدينة أعلنت زناها وفسادها، فى تلك المدينة قام أول تنظيم للعبادات الوثنية ممتزجة بالزنى وخطايا الجسد كأحد أهم طقوسها ، ثالثا : بابل المدينة التى حاربت عبادة الله ، بابل فى تاريخ الكتاب المقدس هى عاصمة الممالك بعد الإمبرطوريتين المصرية والآشورية ، وكان لها دور بارز فى اضطهاد شعب الله ، لقد دمرت أورشليم عام 607 ق.م ، وأحرقت الهيكل وعطلت الذبيحة وقد عاملت شعب الله بوحشية وقساوة ، لكن عقاب الله كان حاسما وقويا إذ غزت جيوش مادى وفارس المدينة ودمرتها تماما وصارت المدينة أنقاضا بعد أن كانت مركزا للفنون والعلوم ، أصبحت خربة وخالية بعد أن كانت رمزا للجمال والإبداع .
من هنا أصبحت مدينة بابل رمز لكل نفس متمردة ، وإشارة لشعوب وقبائل وأمم تعلن عدم احتياجها لله ، وتبنى لنفسها وسائل حماية وأمان لتكون بديلا عن الله ،وبهذه الصورة يعلن سفر الرؤيا عن نهاية تلك المدينة التى ضد الله اى تلك النفوس التى اعتمدت على مجدها وتغنت بقوتها وافتخرت بإثمها ، بابل هى كل نفس شريرة قادها إبليس وأصبحت عبدا له تتشبه به .
حتما سيسقط كل شر وسيزول كل مجد عالمى ، حتما سيسقط كل من خلع ثوب البر واكتسى بثوب الشر ، حتما سينتهى الشر مهما كان استفحاله أو جبروته
