ماجد الراهب
أحتفلت كنيستنا القبطية بعيد عرس قانا الجليل وهو من الاعياد الهامة فى الكنيسة وهو يلى عيد الميلاد المجيد ضمن ثلاثة أعياد وهم عيد الختان وعيد الغطاس ثم عرس قانا الجليل وهو يوافق 21 يناير من كل عام .

وعرس قانا الجليل له أهمية كبيرة حيث تمت فيه أول معجزة للسيد المسيح وتمت فيه ثلاث أحداث تغيرت من خلالها عدة مفاهيم مرتبطة بالشريعة
الموسوية إلى عهد النعمة وهذه العناصر الثلاثة هى 1) مفهوم التطهير     2 ) مفهوم الزواج      3) مفهوم الخمر
ونبدء بالتطهير : حيث تحتفظ كل أسرة بستة اجران من الماء لكل يوم جرن من ايام الاسبوع تحسبا لأى شىء يعرض الاسرة لعدم الطهارة ( النجاسة ) ، وتحدث النجاسة بملامسة أشياء تعتبرها الشريعة غير طاهرة مثل جثة ميت (لا 21: 1 ) أو المرأة في طمثها (لا 15: 19) ، أو بعد ولادتها لطفلها (لا 12: 1 - 5 ) ، أو بعد العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته  (لا 15: 16 ) .

فكان تحويل الماء إلى خمر هو إشارة واضحة لإنتهاء شريعة التطهير بالماء وأصبح دم المسيح يطهر من كل خطية والذى يرمز له بالخمر ( 1يو7:1 ) .
وعندما يكون أول معجزة يصنعها السيد المسيح فى عرس قانا الجليل فهو لكى يلغى أولا شريعة التطهير بالماء وثانيا يعيد للمرأة كرامتها ولسر الزيجة قدسيته ويصير المضجع غير دنس ، وتصير المرأة غير دنسة سواء فى فترة الدورة الشهرية أو بعد العلاقة الحميمة أو بعد الولادة وهذا المفهوم الثانى أى سر الزيجة الذى صار أحد اسرار الكنيسة وتصير الكنيسة داخل كل اسرة تباركت بهذا السر .

ونأتى الى المفهوم الثالث وهو الخمر الذى حوله السيد المسيح ليصير رمزا لدمه والعجيب ان يكون هذا الخمر خمر إفاقة .

وعندما قال: " هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ ." (لوقا 22: 20) . لقد رمز الخمر المسكوب في الكأس إلى دم المسيح الذي يسكب من أجل كل الذين يؤمنون به وصارت لنا فيه حياة ابدية .