جمال رشدي يكتب 
كلاكيت مئات المرات ،،،، كتبنا وسنكتب إلي أن يموت القلم أو يدرك الغير ما نكتبه، أكثر ما لاحظته وأثار حزن عميق بداخلي أن معظم النخبة الثقافية من كتاب وإعلاميين ومتخصصون يتناولون الأحداث الجارية في العالم بشكل تقليدي، يرجع أسلوبه إلي عشرون عام ماضية، ولم يدركوا أن التغييرات التي حدثت في العالم خلال تلك الفترة قد غيرت كليًا كل شئ تقريبا.
 
وما أود تناوله في ذلك المقال هي ما ستكون عليه سياسة الإدارة الأمريكية الحالية، في البداية استطيع القول وبكل قوة أن الإدارة الأمريكية خلال العشرون عام الماضية ليست إلا أداء فقط يتم توجيهها لتحقيق أهداف مخططات محددة داخلية وخارجية، والخطورة تكمن في أن جميع المؤسسات الأمريكية قد انصهرت داخل أدوات ذلك المخطط.
 
 أهداف المخطط الداخلي لأمريكا هي إضعاف أمريكا وتفتيتها عن طريق مؤسساتها التي أصبحت أدوات فاعلة في مخطط إضعافها والانتهاء منها" كيف، ومن، ولماذا يحدث ذلك؟  
 
حتي نستطيع تقريب المشهد إلي القارئ العزيز، لابد أن نوضح شئ هام للغاية، أن كل الشر الذي يحدث في العالم عبر التاريخ هو من تخطيط وتنفيذ "الصهيونية العالمية" تلك الصهيونية المنصهرة داخل " الماسونية " هدفها الأكبر هو إقامة مملكة إسرائيل الكبري من النيل الفرات حسب الوعد الزائف المزعوم.
 
تلك المملكة التي يخططون لها، ليست كما يعتقد البعض مملكة تقليدية كسائر ممالك العالم، بل ابعد من ذلك بكثير لان المخطط يستهدف توحيد العالم تحت ،حكومة واحدة، وعملة مالية واحدة، وجيش واقتصاد وسياسة واحدة، تلك الحكومة الموحدة ستكون حكومة "مملكة إسرائيل الكبري" وللوصول إلي ذلك يلزم أن لا تكون هناك قوة أخري في العالم تعيق تحقيق أهداف المخطط.
 
ولذلك تعمل "الصهيوماسونية" الان علي إضعاف أمريكا وأوروبا،،،، تجهيزًا للوصول إلي بوابة مملكة إسرائيل، ومن ثم يتم التخلص من القوة الأمريكية وإضعافها وتقسيمها إلي ولايات تكون تابعة فقط  للحكومة الموحدة في مملكة إسرائيل المزعومة .
 
ترامب كان عائق كبير جدًا أمام ذلك المخطط الجهنمي وحاول تخليص أمريكا من تلك العصابة "الصهيوماسونية" وقد ساهم في تكسير وإضعاف أدوات المخطط في الشرق الأوسط لكن استطاعت العصابة تزوير الانتخابات والإطاحة به خارج المشهد الأمريكي. 
 
الان جاءت العصابة إلي البيت الأبيض بأدواتها المتمثلة في "بإيدن واوباما وهيلاري ونانسي بيلوسي واخرون" هؤلاء فقط أدوات ضعيفة ورخيصة، لكن الذين يحركوهم يمتلكون كل أدوات القوة الإعلامية والعسكرية والاقتصادية والسياسية، واجزم القول أن تلك العصابة ستعمل بكل ما تملك من قوة لتحقيق هدفها الخارجي " إقامة إسرائيل الكبري" ولذلك سيعاد إحياء مشروع مخطط الشرق الأوسط الجديد بكل أدواته القديمة مع قوة عسكرية وسياسية غاشمة مساندة لتلك الأدوات.
 
ستكون الحرب شرسة وغير مسبوقة علي الدولة المصرية التي يطلق عليها في المخطط "دولة حورس العميقة"، والتي يعتبرونها العائق الأول والأخير أمام تحقيق أهداف المخطط، لان تلك الحقبة التي تمثل حكم بإيدن هي الفرصة الأخيرة أمام الشيطان "الصهيوماسوني" لتحقيق أهدافه. 
 
ولا ننسي أن الخطوات الغير مسبوقة التي قطعتها الدولة المصرية في التنمية  علي جميع الأصعدة، ستجعل القائمين علي المخطط يشحذون كل هممهم وقواهم لمواجهة التقدم المصري المذهل، ومن خلال ذلك سيستخدمون كل ما يمكن استخدامه لتشتيت مصر عن مشوارها التنموي، وسيحاولون جرها إلي مشاكل كثيرة داخليًا وخارجيًا .
 
ولمواجهة ذلك المخطط الشيطاني لابد من الإسراع في اتخاذ عدة خطوات .
 
أول . تنظيف وتطهير مؤسسات الدولة من جماعة الأخوان الإرهابية،  مع تجفيف كل مداخلهم الاقتصادية والإعلامية، عبر تطبيق قانون صارم علي مواقعهم علي تواصل الاجتماعي وتحجيم كل تحركاتهم. 
 
ثانيا. أن تقوم مصر مع الأشقاء في السعودية والإمارات والأردن والبحرين باتخاذ خطوات سباقة ضد سياسة ادارة بايدن المتوقع حدوثها عبر اتحاد معلن سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا بين تلك الدول .
 
ثالثا . ذلك الاتحاد العربي بقيادة مصر يعلن عن تحالفات إستراتيجية بينهم وبين روسيا والصين والهند وفرنسا، مع الإسراع في الإحلال والتجديد بين مصالح أمريكا المرتبطة مع دولنا العربية المذكورة، والاحلال مكانها مع روسيا، الصين، الهند، فرنسا،  بحيث يكون هذا الإحلال تدريجي ومتسارع وفي اقرب وقت. 
 
  اعلم أن كلمات مقالي ستكون غريبة علي سماع المتلقي أي أن كان مستواه الثقافي، واعلم أن ما زال الجميع بتعاطي مع الأحداث بشكل تقليدي، واعلم أيضًا أن البعض القليل يعي ويدرك ما اكتبه.