كتب – روماني صبري 
 
قالت إيران إنها عازمة على تعليق العمل بالبروتوكول الإضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي الذي وقعته في عام 2003، ويتيح وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها النووية وذلك في حال عدم إلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، مضيفة أنها ستعود عن خفض التزاماتها في حال عادت الظروف إلى ما قبل عهد ترامب،الخارجية الإيرانية قالت إن يد الحوار ممدودة دائما للسعودية، وأن مشاكل المنطقة تحل فقط بالحوار الإقليمي، يأتي ذلك وسط إدانات دولية واسعة لمحاولة استهداف الرياض بصاروخ بالستي حسب ما أفادت السلطات السعودية، فأي أفاق للحوار في المنطقة؟ .
 
 
الجميع خاسر في ظل التوتر 
لمناقشة هذا الملف، قال محمد صالح صدقيان، أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية، اعتقد أن التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية القطري "عبد الرحمن آل ثاني"، بخصوص استعداده للوساطة بين الجمهورية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وبشكل عام بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، هي التي حركت المياه الراكدة بين إيران والسعودية تحديدا.
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، ما جعل وزير الخارجية الإيراني يصرح باعتزام بلاده المضي قدما صوب طريق الحوار مع السعودية لحل الخلافات، مشيرا :" يبدو ان الدولتين أصبحتا مقتنعتين بان حالة التوتر والصراع والأزمة بين الجانبين يجب أن تحل، لان الجميع خاسر في ظل وجود كل تم ذكره." 
 
مشددا :" بالتأكيد الأوضاع الأمنية الاجتماعية السياسية الاقتصادية ستستحيل إلى الأفضل في وجود علاقات ايجابية بين الدولتين، بدلا من هذه العلاقات المتوترة التي استمرت 10 سنوات منذ الأزمة السورية.
 
ولفت محمد صالح صدقيان، الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية، استمرار حالة التوتر والصراع بين البلدين لا يخدمان المصالح الإيرانية ولا السعودية." 
 
إيران دولة محتلة كاذبة 
لماذا لم تقدم السعودية حتى الآن على فتح باب الحوار مع إيران، خاصة أن ظروف المنطقة تغيرت وهذا الحوار يصب في صالح الأمن الجماعي للمنطقة؟، وردا على هذا السؤال، قال سالم اليامي، مستشار وكاتب بصحيفة "اليوم"، كل تصريحات وزير الخارجية الإيرانية بخصوص مصلحة المنطقة مشوب بكثير من الشكوك وعدم حسن النوايا، فالجانب الإيراني يتحدث عن مصلحة المنطقة وكأن دول الخليج لا تفقه في السياسة والتاريخ.
 
لافتا :" إيران تحتل الأرض العربية ورغم ذلك تتحدث عن المصالحة والحوار لأنها تعاني أزمة اقتصادية، موضحا :" طهران تحتل 3 جزر إماراتية، ومنذ الثورة الإيرانية هناك رفض قاطع لمناقشة هذه القضية سواء بالحوار الذي يدعونه ويتمسحون به ويقفون خلفه الآن، أو بأساليب أخرى.
 
مستطردا :" تذكرنا إيران التي تتحدث عن المصالحة والحوار، بقصة الفتاة الصغيرة التي تحاول ان تشرح لوالدتها آلام الحمل والولادة، ودول الخليج تعرف كيف تحقق مصلحة المنطقة بشراكتها الدولية والإقليمية حفاظا على مستقبلها ومصالحها، لافتا :" إيران لم تظهر أي بادرة حقيقية لحسن النوايا أو لعلاقات طبيعية مع دول الجوار للأسف." 
 
إيران تستفز العالم 
ولفتت هبة القدسي، مديرة مكتب صحيفة الشرق الأوسط بواشنطن، ترى المنطقة في التصريحات الإيرانية الأخيرة نوع من المراوغة، فكيف يمكن التصالح مع إيران التي تضرب الأراضي السعودية وتزعزع الاستقرار في المنطقة من خلال وكلاءها، وفي الحقيقة ثمة انعدام ثقة في إيران من قبل الدول العربية." 
 
مضيفة :" أيضا تحاول إيران استفزاز الدول الأوروبية وأمريكا بخرقها التزاماتها النووية كتفتيش منشآتها النووية، وبرفع مستويات تخصيب اليورانيوم، والرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، جمع كل الأطراف على مائدة الحوار، لافتة :"وسلسلة العقوبات التي فرضها الرئيس الأسبق دونالد ترامب على إيران، ستستغلها إدارة بايدن بشكل جيد للضغط على إيران."