كتب – روماني صبري

رغم حدة الخلاف بين الإدارة الديمقراطية والإدارة الجمهورية في الولايات المتحدة، فان ملفات قليلة جدا تشهد اتفاقا بين الإدارتين وعلى رأسها ملف السلام في منطقة الشرق الأوسط، فما من عاقل يضيع فرصة إحلال السلام والاستقرار في منطقة عاشت سنوات من التوتر والحروب.  

بايدن مع السلام
إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، تعلن البناء على نجاح اتفاقات السلام بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وفي سياق متصل وفي خطوة للأمام على طريق السلام صدق مجلس الوزراء الإماراتي على إنشاء سفارة لدولة الإمارات في تل أبيب في دولة إسرائيل، كما صدق مجلس الوزراء الإسرائيلي على الاتفاق الدبلوماسي على رفع مستوى العلاقات مع المغرب، خطوات متلاحقة من شأنها دعم ثقافة السلام والاستقرار في المنطقة.

بايدن تعلم من أخطاء اوباما
ولمناقشة هذا الملف، قالت لوري واتكينز، المستشارة السابقة للرئيس اوباما، فريق الرئيس بايدن يواجه تحديات، في السياسة الخارجية وعليه أن يوضح موقفه وهذا يحدث أكثر من أي وقت مضى، وبايدن تعلم من مقاربة اوباما في الشرق الأوسط انه ربما يجدر أن يتم سلك مسارات مختلفة.

مضيفة عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية"، وربما بايدن تعلم من الأخطاء التي اقترفها اوباما حين كان رئيسا لأمريكا، وان هناك حاجات مختلفة للدول العربية، وتقول الدول العربية أنها يمكن أن تعقد اتفاقات للسلام مع إسرائيل وتتصدى للنزاعات التي تحدث في ليبيا والعديد من الدول العربية الأخرى."

عهد ترامب فترة ذهبية للعرب
ولفت صلاح الجودر، الكاتب والباحث السياسي، إلى أن دول العالم كانت تخشى أن يفتتح بايدن سياسته بتكرار سيناريو اوباما في الشرق الأوسط، موضحا :"وهذا لم يحدث، واراه شيء ايجابي، لافتا :" فترة الرئيس دونالد ترامب كانت الفترة الذهبية للدول العربية."

مضيفا :" فملفات كثيرة كانت متأزمة، وتروج للأفكار المتطرفة بشكل كبير في المنطقة، توقفت خلال فترة الرئيس ترامب، واليوم بايدن يفتتح عهده بصفحة جديدة تختلف عن الفترتين السابقتين لاوباما، وهو يؤكد على أن مشروع السلام في المنطقة هو المشروع الوحيد."

موضحا، حينما طرحت الإدارة الأمريكية هذا الأمر، فهذا تأكيد على استمرار عملية السلام التي بدأها الرئيس السابق ترامب، وهي اتفاقات بين إسرائيل من جهة والبحرين والإمارات والسودان والمغرب من جهة، وهي صفحة جديدة لدول المنطقة في تعزيز مرحلة السلام ومواجهة كذلك القوى المتطرفة والجماعات الإرهابية في المنطقة.

واستطرد صلاح الجودر، الكاتب والباحث السياسي، في فترة اوباما ظهر تنظيم داعش الإرهابي، واليوم نحن نشاهد مرحلة جديدة تؤكد على الاستمرار في عملية السلام في المنطقة بين إسرائيل والدول العربية."

لن يكون نسخة من اوباما
كيف تنظر الرباط إلى مستقبل اتفاقات السلام تحديدا، في ظل عهد جو بايدن؟، وردا على هذا السؤال، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية، بطبيعة الحال، جو بايدن لن يكون نسخة من الرئيس اوباما، كما لن يكون نسخة من الرئيس ترامب، ربما سيكون في وضعية توائم بين الوضعيتين."

مضيفا، العديد من المستشارين الذين رافقوا بايدن في رحلته في حكومته الجديدة جزء منهم عمل مع الرئيس اوباما، من جهة أخرى لا يجب علينا إغفال مبدأ أساسيا في العلاقات داخل دول بالنسبة لالتزاماتها السيادية، وهذا النوع يمكن ان نطبق عليه النداء المعروف في القانون الدولي وهو أن "الدولة قائمة والأشخاص زائلون."

لافتا :" وما كان لرئيس أن يلغي بين عشية وضحاها، كل الالتزامات التي اتخذها سلفه على مستوى سيادي، فهذه التزامات دولة قبل كل شيء، وكون مستشار الأمن القومي يجري اتصالات مع المستشار الإسرائيلي في هذا الشأن، فهذا يدخل في إطار إعادة بلورة النظام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط بشكل يتجاوب مع احتياجات تهم دول المنطقة لاسيما دول الخليج واحتياجات إسرائيل من جهة، وأيضا التصدي لإيران."