د. مينا ملاك عازر
 
مبروك للدكتورة هالة السعيد حصولها على لقب أحسن وزيرة في الوطن العربي، ومبروك على حكومة مصر تهنئة وشكر الرئيس السيسي لها على مجهوداتها، ومبروك على المصريين حكومتهم العظيمة، وأن أصبح لهم مجلسي نواب وشيوخ -والحمد لله- مبروك على شعب مصر مجهودات رجال الشرطة الخالدة التي قاموا بها يوم الأربعاء الماضي لتنظيم حركة مرور بطيء كسيح يعاني من كل أمراض الهزال والكساح القاتلة، تعاني السيارات فيه من اسفكس الخنق، تلك الأعراض التي يكابدها الغرقى، فهم كانوا هكذا فعلاً، هكذا كان كل من بجزيرة الزمالك مثالاً، فبالرغم من أنها جزيرة ومن المفترض أن أهلها يعرفون هذا، ومرتاديها يفهمون هذا، إلا أنهم ويا للهول يستخدمون السيارات للتنقل إليها وبينها، في حين أنه كان من الأفضل استخدام القوارب، ربما كان الوضع أفضل لسرعة التنقل وإيجاد طريقة سالمة للتنقل بين الجزيرة والمدينة الخالدة دون الحاجة لاستخدام الكباري تلك التي كانت تتحرك فوقها السيارات والمياه سواء جنباً إلى جنب، ناهيك عن استخدامها كحنفيات لاستحمام المارة والسيارات المارة تحتها خاصة الجزء الذي يمر فوق شارع ستة وعشرين يوليو بالزمالك، كانت به فواصل الكباري تستخدم هكذا، المياه تندفع في عنف نحو الأسفل من خلال فواصل الكباري وشقوقها تعلن عن فداحة حاله وعدم التخطيط لترميمه أو التخطيط لإنشائه بشكل جيد. 
 
رغم أن الشمس أشرقت سريعاً وأن كم المياه الذي هطل كان في مدة قصيرة، وكان غزير، لكن الأثر كان كبيراً، رأينا رجال الشرطة يغزلون برجل حمار، رأينهم يكسحون ما تحت كوبري امبابة الذي يمر عليه القطار لأن الأرض في الكورنيش هابطة قليلاً تحته فتخزن مياه تعلو فوق الجزيرة التي تتوسط الشارع وهي تعود بنفسها للاسم الحقيقي منها وهي جزيرة لتكون قابعة بين مياه الأمطار في الجانبين، رأينا رجال الشرطة يكسحون المياه في النفق المار ناحية الكتكات لكنهم كانوا أسرع من الوضع في الكورنيش. 
 
يحكي لي أحدهم، وهو مبهور من قدرات الحكومة المصرية على التخطيط والتخطيط لاستقبال الأزمات وغيرها، أنه ذهب للزمالك في ساعة من شبرا وعاد إليها من الزمالك في ساعتين بسبب أمطار لم تستمر أكثر من نصف ساعة، ولم تستمر فترة شدتها أكثر من عشر دقائق، رأى فيها أشجار ساقطة، ومياه وبرك وطين في الحيين القديمين شبرا والزمالك بالرغم من التباين الطبقي بينهما، لكنهما ولأنهما تحت حكومة واحدة ساوت الكل أمام الأمطار وهولها، رأينا الكل يغوص في الوحل والأمطار ويعجز مرورياً على استيعاب السيارات. 
 
مرة أخرى وليس أخيرة، أجدد التهنئة للدكتورة هالة السعيد وكل وزراء حكوماتنا الأفاضل، ولكل من ساهم في إنقاذ العاصمة التاريخية للبلاد من الغرق -والحمد لله-
 
المختصر المفيد المطر في كل دول العالم نعمة، عندنا كاشف لنجاحات المخططين.