كتب – روماني صبري 

 
وجه المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، رسالة رعوية جديدة، 
 
"فكما كانَ يونانُ آيةً لأَهلِ نِينَوى، فكذلِكَ يَكونُ ابنُ الإِنسانِ آيَةً لِهذا الجيل".إنّ أبناء نينوى قد صاموا صوماً حقيقيّاً، حينما نادى يونان بالتوبة. فقد كُتِبَ: "فآمَنَ أَهلُ نينَوى بِالله، ونادَوا بِصَوم ولَبِسوا مُسوحاً مِن كَبيرِهم إِلى صَغيرِهم. وبَلَغَ الخَبَرُ مَلِكَ نينَوى، فقامَ عن عَرشِه، وأَلْقى عنه رِداءَه والتَفَّ بِمِسْح وجَلَسَ على الرَّماد. وأَمَرَ أَن يُنادى ويُقالَ في نينَوى بِقَرارِ المَلِكِ وعُظَمائِه: لا يَذُقْ بَشَرٌ ولا بَهيمةٌ ولا بَقَرٌ ولا غَنَمٌ شَيئاً، ولا تَرْعَ ولا تَشرَبْ من الماء. ( سفر يونان ٣ ).
 
كما كُتِبَ أيضاً: "فرَأَى اللهُ أَعْمالَهم وأًنَّهم رَجَعوا عن طَريقِهم الشَّرِّير. فنَدِمَ اللهُ على الشَّرِّ الَّذي قالَ إِنَّه يَصنعُه بِهم، ولم يَصنَعْه". ولم يقلْ: رأى امتناعاً عن الخبز والماء، مع مسوح ورماد. بل "فرَأَى اللهُ أَعْمالَهم وأًنَّهم رَجَعوا عن طَريقِهم الشَّرِّير ". لقد كان صوم أهل نينوى صومًا نقيًّا، وقد قَبِلَه الله عندما رجعوا عن طرقهم الشرّيرة وعن جشع أيديهم.
 
فيا إخوتي الأحباء، عندما نصوم، فالأفضل هو أن نمتنع عن الشرّ. هذا أفضل من الامتناع عن الخبز والماء ، أو من "إحناء الرأس كالقَصَب وافتراش المِسح والرماد" (اشعيا ٥٨ : ٥). في الحقيقة، عندما يمتنعُ الإنسان عن الخبز أو عن الماء أو عن أيّ غذاء كان، وعندما يلبسُ المُسوح أو يفترشُ الرماد ويكتئب، ويبكي وهو نادم على خطاياه، يصبح محبوباً، وجميلاً ومقبولاً. ولكن ما هو مقبولٌ أكثر في الندامة ؟ هو أن يتواضع، ويحلّ قيود المعصية ويقطع روابط الخداع والكذب والكبرياء والنميمة و ... " حينَئذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ، ويَسيرُ بِرُّكَ أَمامَكَ ... ويُقَوِّي عِظامَكَ فتَكونُ كجنةٍ رَيَّا وكينبوع مياه لا تنضب " (اشعيا ٥٨ : ١١)