كتب – روماني صبري 
طرح الكاتب والإعلامي والمفكر والأديب "إبراهيم عيسى"، روايته الجديدة  "كل الشهور يوليو"، والصادرة  عن دار الكرمة، وفي إطار ذلك، وجهت له الروائية رشا سمير، سؤالا يقول" الروايات الكثيرة التي قدمها عيسى قبل روايته الجديدة ومنها : رحلة دم، مولانا، العراة، مقتل الرجل الكبير، دم الحسين، أقوال أخرى، كذلك الأفلام ومنها الضيف، دائما ما نرى فيها ان عيسى يبحث عن الجدل، كالذي يمسك سلك الكهرباء العريان، لماذا إذا يبحث عيسى عن المواضيع الشائكة، هل مرد ذلك إلى طبيعة عمله كصحفي ؟.
 
وهل اخترع عيسى الاستبداد
وردا على سؤال سمير، قال عيسى :" بالطبع أقدم موضوعات مثيرة للجدل، كون مجتمعنا مثير للجدل، والروايات التي بها اشتباك مع الواقع السياسي كمقتل الرجل الكبير، سنجدها تتناول الاستبداد، وهذا واقع مصري وعربي لم يخترعه إبراهيم عيسى." 
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لـ"ديوان بوك ستور"، تم تجاهل الكتابة للأدب الذي يرصد الديكتاتوريات والحياة السياسية بالمجتمعات خلال الأزمنة المختلفة، بالعالم العربي، عكس أمريكا اللاتينية." 
 
بسبب غياب الحرية 
لافتا :" أدب الديكتاتور، نوع مشهور جدا في أمريكا اللاتينية، وفي باقي دول العالم هناك روايات تقترب من عوالم وقصور الحكام، وهذا النوع افتقدناه لغياب الحرية فكان من المستحيل طرح كتابات تدخل في هذه المنطقة الشائكة، لذلك صادر في التسعينات "نظام مبارك"، رواية مقتل الرجل الكبير، ما جعلها تثير الجدل بشكل اكبر." 
 
مشيرا :" في "مولانا"، كشفت اختلاط الدين بالسلطة والإعلام، والدعاة الجدد، وكان الموضوع شديد الأهمية، ومن من الشعب المصري لم يبصر ذلك ؟، فهذا جزء من الواقع، وكون ان الكتاب ابتعدوا عن معالجة هذه المشكلة روائيا، فيما فعلت أنا، فلا يعني ذلك إنني بحثت عن الجدل بقلم الأديب."    
 
الرواية تحلل النفس البشرية 
وتابع :" الكتابة للرواية تختلف عن أي كتابات أخرى، فالرواية تحلل النفس البشرية ودوافعها، وغضبها ورضاها، وصراعها النفسي الداخلي، وكذا تكون محاكاة للحياة وترسم حياة موازية لشرح ما يجري وما يحدث، مشيرا :" أما الكتابات الصحفية فيتم معالجتها باللون والطريقة الصحفية، وهو ما فعلته وكنت ناجحا أيضا." 
 
أنقذ التاريخ من العواطف
وفي روايته الجديدة  "كل الشهور يوليو"، يقول الناشر في مقدمتها، إن عيسى في روايته يُعيد بناء الحقيقة من بين ركام الأكاذيب وزحام الأسرار، وينقذ التاريخ من العواطف، في رواية الصراع والخداع والحب والكراهية والصدفة والغباء والولاء والخيانة والخبل والأمل، وخطة الفشل التي حققت نجاحا ساحقا.
 
ويقول عيسى في روايته، خرج الملك فاروق من البحر يضرب الماء غضبا، جفف بلله وارتدى نظارته السوداء وقد أخفى حمرة عينيه، وهو يسمع رئيس البوليس الملكي يخبره بأن هناك تمردا من قوات للجيش في القاهرة، ركب الملك سيارة الشاطئ يقودها بنفسه، ودخل إلى مكتبه في قصر المنتزه، استدعى قائد الجيش، واتصل برئيس الأركان وأمره بالقبض على قائمة من الضباط، ثم صرخ وهو يملي الأسماء: "وأول واحد تجيبوه من بيته هو محمد نجيب." 
 
لا يوجد كتاب يوثق ما حدث في يوليو 
 
وأشار عيسى :" كتاب مصر العظماء، ومنهم نجيب محفوظ ويوسف إدريس، وإبراهيم أصلان، وصنع الله إبراهيم وغيرهم، جميعهم تناولوا تأثير النكسة والمجتمع المصري، وترجم ذلك نجيب محفوظ بشكل عبقري من الصعب تجاوزه، ويوسف إدريس كشف ريف مصر في الأربعينات، لكن رغم ذلك ليس لهم كتابات حول قصور الحكم والسلطة.
 
 
لافتا :" وذلك له أسبابه، ومنها ان الواقع سياسيا كان صعب جدا، ثانيا مكنش فيه معلومات تكشف ما يحدث داخل القصور الرئاسية، ومع مرور الزمن ينتهي حكم أنظمة، وتظهر المذاكرات ما يجعلنا قادرين على كتابة أدب الديكتاتور والسلطة، إلى جانب اتساع سقف الحرية." 
 
موضحا :" استعين في كتابة رواياتي السياسية بالوثائق، كالأخبار التي نشرتها الجرائد حينذاك، والمذكرات، وكذا نصوص الخطابات والمحاكمات، وأيضا بالتصريحات الإذاعية والتلفزيونية لأشخاص عاصروا هذه الأنظمة السابقة، موضحا :" لا يوجد أي كتاب يوثق ما حدث في يوليو، ما جعلني أقدم على كتابة الرواية."