كتب : مدحت بشاي
Medhatbe9@gmail.com
 
الفنون ، ليست كما يصورها البعض مجرد قفزات عشوائية في أفق اللا معنى و في مساحات اللعب التافه ، يرونها أحيانًا أنها قد تمثل حالة هروب من واقع رتيب في الوقت الذي كان على المبدع أن يخرج بإبداعاته في مواجهات شجاعة مع شياطين عتمة الكراهية في كهوف العنكبوت الخانقة  للانطلاق لفضاءات النور والبهجة  و هواء السلام المتجدد ..     
 
و يا من تُحرمون علينا الاستمتاع بنعيم العقل ونعمة الفكر الناقد وإعمال التأمل العلمي الموضوعي ، ألا تعلمون أن ترصدكم  و وقفاتكم الاحتجاجية المُضلة الغاشمة وبلاغاتكم الجاهلة لإيقاف نمو وإزدهار شجرة التنوير التي حدثنا عنها الرئيس السيسي من أمام " مسجد الفتاح العليم " و " كنيسة ميلاد المسيح " في يوم احتفالية سلام بديعة و إعلانه حتمية مواجهة جرذان الكراهية المقيتة.. ألا تعلمون أن ما تفعلون جريمة بشعة لن يغفرها لكم التاريخ  ، ولن يسامحكم عنها مواطنينا أولاد حضارة علمت الدنيا كل صنوف الإبداع الرفيع ؟!!
 
  ويا من توصدون كل يوم نوافذ وبوابات الولوج لمنظومات إعمال الفكر الناقد ، من أقامكم حكاما و قضاة وأصحاب قرار علينا ، وعلى أفكارنا وإبداعاتنا بشكل مطلق وجميعها ذات طابع نسبي قابلة للتغيير والتجديد والتطوير والبناء عليها أ واختزال أجزاء منها للتماهي والتوافق مع مستجدات كل عصر و مع صلاحية بيئة كل فكر يتم استعارته من أهل مدن الحداثة وما بعد الحداثة ..
 
لن نسامح أنفسنا ، وسيحاسبنا الأحفاد لو تهاوننا في الوصول إلى اتفاق على معيار عقلاني نستند إليه في خياراتنا لبوصلة مشاريعنا الفكرية والثقافية ، و أن نعيد ونثمن الصالح من القيم الأخلاقية لإقامة مصالحة مشروعة بين أهل الدعوة الحسنة للأديان و إخوانهم في الإنسانية فرسان الدعوة لنفص الكسل العقلي والتعلق بشراع التنوير على سطح سفينة الوطن ..
 
لا شك ، أن الفنون بكل وسائطها وألوان إبداعاتها في حال إطلاقها ودعم حريات ممارستها بمسئولية ، ودون توجيه مجحف أو توجيه اتهامات مكارثية متوهة وظالمة ، سيساهم في التفكير في إعداد عقد اجتماعي جديد بين كل أطراف ومحاور الشراكة الوطنية لصناعة الجمال وإعلاء قيم الحق و الخير و العدالة ..
 
الآن لدينا فرصة هائلة مع الرئيس السيسي لاستدعاء قوانا الناعمة من جديد و بحماس لدفع كل آليات التنوير بالعمل الجاد والموضوعي عبر مؤسسات التعليم والثقافة والرياضة والأوقاف والجامعات ومنظمات العمل المدني بعد رحلة قاسية عشناها ولازلنا نعيشها في منطقتنا الموعودة بأجواء ظلامية غادرة و العيش في حروب و مواجهات صعبة مع قوافل الجهل والتخلف الإنساني المتمثلة في عصابات " داعش " ومن على شاكلتها التي طلت علينا بكتائب سوداوية تنشر العتمة برائحة الدم ولونه لتستحيل الرؤية وتنعدم الحركة و يموت الأمل و ينتشر الإحباط لدى الناس ( أقصد الضحايا ) .. أكرر لدينا الفرصة الآن فلا تهدروها فقد نضج شعبنا بمقدار ألف عام .. أدرك العدو و فطن كل حيله ، ويبقى فقط إزاحة كسل العقل عنا ...