كتب – ايهاب رشدى
قال نيافة الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان، والحاصل على دراسات عليا في تاريخ المسيحية المبكر في إفريقيا ، إن موضوع تحديد شخصية فرعون الخروج كانت مجالا للعديد من المناقشات والمباحثات ، إلا أن هناك نظريتان أساسيتان فى هذا الموضوع ، تُعرف الأولى بالخروج المبكر فى القرن الـ 15 ق م ، والثانية بالخروج المتأخر فى القرن الـ 13 ق م . 
 
وتابع الأنبا مقار فى محاضرة له عن " مصر في الكتاب المقدس - علاقة التاريخ المصري مع أحداث العهد القديم " ، ألقاها أمس online  على صفحة مركز الدراسات القبطية التابع لمكتبة الإسكندرية ، أن النظرية الأولى " الخروج المبكر " والتى حددت تاريخ الخروج فى  القرن الـ 15 قبل الميلاد ، وبالتحديد فى عام 1450 ق. م ، جاءت بناء على الآية التى وردت  سفر الملوك الأول "  وكَانَ فِي سَنَةِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ وَالثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فِي شَهْرِ زِيُو وَهُوَ الشَّهْرُ الثَّانِي، أَنَّهُ بَنَى الْبَيْتَ لِلرَّبِّ." (1 مل 6: 1(  ، ومع حساب  زمن حكم سليمان النبي ، يكون تاريخ الخروج هو عام 1450 ق. م ، وبحسب تاريخ مصر خلال تلك الفترة يكون تحتمس الأول هو الملك صاحب اعلان إماتة ذكور الإسرائيليين كما ورد فى سفر الخروج ، وتكون حتشبسوت هى ابنة فرعون التى ربت موسى ، ويكون تحتمس الثالث هو الملك الذى عاين الضربات العشر وخروج الشعب من مصر . 
 
وتابع الانبا مقار فى حديثه عن شخصية فرعون الخروج ، قائلا إن قصة الضربات العشر وشق البحر الأحمر وخروج الإسرائيليين من مصر لم ترد فى سجلات المصريين ، وذلك لأن المصريين القدماء اعتادوا أن يسجلوا فقط انتصاراتهم ولا يسجلون هزائمهم . 
 
وعن النظرية الثانية " الخروج المتأخر"  فى القرن الـ 13 قبل الميلاد ،  قال الانبا مقار ، عضو مجلس إدارة مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية ، إنها قد بنيت على الآية التى وردت فى سفر الخروج "فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنَوْا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيسَ." (خر 1: 11) وبناء على تلك النظرية يكون فرعون موسى الذى عاين الضربات العشر هو " رمسيس الثاني " ، ويكون " سيتى الأول " هو فرعون السخرة الذى تربى موسى على يدي ابنته . 
 
وأضاف الأنبا مقار قائلا أن النظرية الثانية تعد هى المسيطرة على عقول الكثيرين خاصة مع تأثير الميديا و إنتاج الفيلم الأمريكى  " الوصايا العشر " للمخرج سيسيل بلونت ديميل  ، والذى ظهر فيه ان فرعون الخروج هو رمسيس الثانى ، ولكن من 
من وجهة نظرى فإني أؤيد نظرية الخروج المبكر لأنها هى الأقرب للحقيقة .