كتبت - أماني موسى

قال الإعلامي إبراهيم عيسى، أن حديث القاهرة هذه الأيام كان حديثًا بائسًا ينتهك الحريات الخاصة وحرية الأشخاص، مشددًا بقوله: لازم الكل يعرف أن حريتك تنتهي عند أنفي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال وأنت ترى حديث الشارع المصري الآن وتعرف اهتماماته ومناقشاته وانشغالاته فتكتشف أننا قد أًصبحنا مجتمع من المتلصصين المترصدين، مهمتهم انتهاك الحرمات والحياة الخاصة للناس والاعتداء عليها، وكأن هناك اعتقاد لدى الرأي العام في مصر أنه من حقه أن ينتهك حريات الآخرين الشخصية.

 

وأضاف في برنامجه "حديث القاهرة" المقدم عبر شاشة القاهرة والناس، بينما هؤلاء لا نسمع لهم صوتًا في الحديث عن الحرية السياسية وحرية الرأي والتعبير، وحرية النقد والفكر والعقيدة!! وكل همهم الاعتداء على الحريات الشخصية للناس، ويدخل في أدق تفاصيل حياتهم اليومية، ويترصد صورة لهم أو موضوع شخصي ونتقاذفه فيما بيننا، متساءلاً: أين حرية الناس في قعداتها الخاصة؟ 

 

النفاق الديني جعل الأغلبية يعملون مطوعين يتلصصون على حياة الناس

وشدد بقوله، دة نتيجة النفاق الديني والأخلاقي الذي جعل الأغلبية يعملون مطوعين يتلصصون على حياة الناس ويمتهنون مهنة الحاكم والسياف والجلاد، يتدخلون بأنوفهم وبلاغاتهم في حياة الآخرين، وتفاصيل يجب ألا تشغل المجتمع أصلاً، لماذا نجعل أنفسنا قيميين على الآخرين؟ 

 

أًصبحنا مجتمع يتتبع عورات الناس وينتهك حياتهم الخاصة

وتابع، في إشارة إلى واقعة "جاتوه نادي الجزيرة"، أين الحد الأدنى من الأخلاق في تتبع عورات الناس وانتهاكها بمنتهى البساطة، والجميع يصنع من نفسه شيخًا معممًا، وهذا محض نفاق وجري وراء الفضائح وهو ما أصبح محتمعنا ميال إليه.

 

ندعي أننا مجتمع متدين وهذا غير حقيقي

متساءلاً: هل هذه الواقعة تستحق الحديث عنها لأيام وبهذه الطريقة؟ أصبح هناك حالة تضخيم للتفاهة، وأي حدث صغير لا يستحق نصنع منه قصة وحكاية، البلد كلها بقت تيجي في الهايفة وتتصدر، وتقبل أن تروج شيء شخصي لآخرين جاء من شخص متلصص، أمتى نسينا تتبع العورات ؟ إحنا بندعي أننا مجتمع متدين ودة مش حقيقي خالص، مشيرًا إلى أن المجتمع في الستينات كان مجتمع لديه قبول للآخر، ومن السبعينات والغزو الوهابي لمصر انتشرت التلصصية على الآخرين، كان يوم أسود وسود العيشة بعدها، أنك تسمح لنفسك بالحكم على جارك وقريبك وزميلك وبقيت بتوزع صكوك الغفران وصكوك الالتزام،ومن بعدها أصبح الناس يرون أن التلصص عادي والحكم على الآخرين عادي، والدخول في حياة الآخرين عادي.

 

ارحموا أنفسكم من التخلف لأنه سيقضي علينا جميعًا

مشددًا: مهمة المسؤولين مراعاة مصالح الناس وليس الحكم على الفساتين والجاتوهات، والمجتمع بات متربص ولديه رغبة محمومة وغريبة في إيذاء الناس والفضح وتتبع العورات، هذه العادات تحفر لنا بعمق القاع.. توقفوا عن ذلك.. ارحموا أنفسكم من التخلف لأنه سيقضي علينا جميعًا.