كتب – روماني صبري 
أبصرت المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" حب واحترام شعبها لها وهي  تودع الحزب الديمقراطي المسيحي والذي قادته طيلة 18 عاما، حيث راح الألمان يصفقون لها مدة دقائق بمقر الحزب، ولما لا وهي التي أولت اهتماما كبيرا بشعبها، وقالت ميركل في خطاب الوداع وقد ظهر عليها تأثر واضح : والآن حان الوقت لبدء فصل جديد، واليوم في هذه الساعة وفي هذه اللحظة، يغمرني شعور واحد فائق، انه الشعور بالامتنان، سعدت جدا بذلك وكان لي شرف عظيم، شكرا جزيلا، وطالبت ميركل شعبها بالدفاع عن قيم الديمقراطية والمسيحية، هي التي تترك منصب المستشارية عام 2021.
ميركل تتصدى لاردوغان 
لطالما دافعت ميركل عن حقوق اللاجئين والمشردين ودعمتهم وفتحت لهم بلادها، وكانت هاجمت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للعبه بورقة اللاجئين حتى يمارس ضغوط على الاتحاد الأوروبي، ووجهت مؤخرا بوقف تصدير أي أسلحة ألمانية الصنع إلى أنقرة، جراء جرائم النظام التركي بقيادة رجب أردوغان ضد الأقليات.
 
وأكدت المستشارة الألمانية وقف تصدير أسلحة إلى تركيا ، بسبب العدوان العسكري على شمال شرق سوريا،لإبادة الأكراد، بعدما  شن الجيش التركي عقب إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بسحب قواته من سوريا، حملة عسكرية لإبادة الأكراد والأقليات المسيحية في شمال سوريا، وقالت حينذاك :" حتى لا يستخدمها الجيش التركي في قتل السوريين." 
لنشدد القيود 
 
وحفاظا على شعبها من فيروس كورونا، طالبت بإعطاء حكومتها صلاحيات لتشديد القيود المتعلقة بمواجهة الجائحة، وردا على ذلك تجمع آلاف وسط برلين، احتجاجا على خطط المستشارة الألمانية، فاصطفت عناصر الشرطة قبالة مقر البرلمان، لمنع المتظاهرين من الاقتراب من المبنى، وقامت الشرطة بتوقيف عدد من المتظاهرين، لعدم ارتدائهم الكمامات الواقية.
عالمة 
ميركل من مواليد 17 يوليو عام 1954، حصلت على شهادة دكتوراه في الكيمياء الفيزيائية، وباتت عالمة أبحاث، ثم دخلت السياسة في أعقاب ثورات 1989، وخدمت لفترة وجيزة كنائبة للمتحدث باسم أول حكومة منتخبة ديمقراطيا في ألمانيا الشرقية برئاسة لوثر دي مايتسيره في عام 1990. 
 
عقب إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990، تم انتخاب ميركل في البوندستاغ عن ولاية مكلنبورغ-فوربومرن وإعيد انتخابها منذ ذلك الحين، عينت ميركل بمنصب وزيرة المرأة والشباب في الحكومة الاتحادية تحت قيادة المستشار هيلموت كول في عام 1991، وبعدها أصبحت وزيرة البيئة في عام 1994، ثم بعد خسارة حزبها الانتخابات الاتحادية في عام 1998، انتخبت ميركل لمنصب الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل أن تصبح أول زعيمة للحزب بعد عامين في أعقاب فضيحة التبرعات التي أطاحت بفولفغانغ شويبله.
أول امرأة تتولى المنصب 
شهد عام 2005، تعيين ميركل بعد الانتخابات الاتحادية في منصب مستشارة لألمانيا على رأس الائتلاف الكبير المكون من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الشقيق البافاري، الاتحاد المسيحي الاجتماعي، والحزب الديمقراطي الاجتماعي  وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب.
أقوى شخص في العالم
تم وصف ميركل على نطاق واسع بحاكم الأمر الواقع لزعامة الاتحاد الأوروبي،  وسميت مرتين ثاني أقوى شخص في العالم بواسطة مجلة فوربس، وهو أعلى تصنيف من أي وقت مضى حققته امرأة، وفي كانون الأول 2015، سميت ميركل من قبل مجلة التايم شخصية العام مع صورة على غلاف المجلة واصفة إياها كمستشارة للعالم الحر.
سياستها الخارجية 
باتت ميركل أطول رئيس حكومة خدمة في الاتحاد الأوروبي، وأصبحت زعيمة مجمع السبع دول، وعملت على تعزيز التعاون الأوروبي واتفاقات التجارة العالمية، واحدة من أولويات ميركل كانت تعزيز العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي، ووقعت اتفاقية المجلس الاقتصادي للأطلسي في البيت الأبيض، وتمتعت بعلاقات جيدة مع رؤساء الولايات المتحدة جورج دبليو بوش وباراك أوباما، وفي عام 2016 وصفها أوباما بأنها "أقرب شريك دولي له" طوال فترة عمله كرئيس.
 
قديسة 
توالت ردود الفعل على مغادرتها  الحزب الديمقراطي المسيحي، وقال حساب باسم عصمت :" المستشارة ميركل انسانة فوق مستوى الإنسان العادي بدرجات قد تصل إلى القدسية في كل شئ، نزاهة ..إخلاص..ذكاء ...عطاء..انسانية مصداقية.. يوفقك الله بكل أمور حياتك ...أنت مفخرة للمرأة الألمانية المتكاملة...لك كل الاحترام والتبجيل.
سيكتب التاريخ إسمك من ذهب
وقال حساب ثان باسم رفيق:" أنجيلا ميركل سيبقى إسمك يذكره الصغير قبل الكبير....النائم قبل المستيقظ المريض قبل المعفى بل سيكتب التاريخ إسمك من ذهب تلك المرأة الداهية التي جعلت من ألمانيا الصلابة ألمانيا رمزا للتقدم والرقي بل وحتى الدولة التي لاتقهر كل هذا الفضل من حنكة إمرأة صلبة المواقف وتقرر بعد أن ترى ماهو أحق ويلزم ألمانيا قفزت إلى نسبة نمو تفوق 15% لسنتي 2017/2018 قوة إقتصادية تعادل منو كل من فرنسا إيطاليا وإسبانيا مجتمعات ....أنجيلا سيذكرك التاريخ وسيدرس تسيرك في الجامعات الكبرى من كمبردج الى ساربون شكرا." 
سيدة العالم
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشور حولها يقول : قادت ميركل 80 مليون مواطن طوال 18 سنة بكفاءة ونزاهة،ألمانيا تودع (ميركل) بست دقائق من التصفيق الحار، انتخبها الالمان لقيادتهم فقادت 80 مليون الماني لمدة 18 سنة بكفاءة ومهارة وتفاني واخلاص، لم يسجل ضدها خلال هذه ثمانية عشرة عاما من قيادتها للسلطة في بلدها اي تجاوزات.. لم تكلف احد اقاربها امين سر، و لم تتدعى انها صانعة الامجاد.
 
انها أنغليكا ميركل المرأة التي لقبت بسيدة العالم ووصفت بأنها تعادل ستة مليون رجل، تركت ميركل منصب رئاسة الحزب وسلمته لمن بعدها، والمانيا وقومها الالمان و هم في أفضل حال. 
 
ردة فعل الالمان كانت غير مسبوقة في تاريخ الألمان، فالشعب بأكمله خرج إلى شرفات المنازل وصفقوا لها بعفوية لمدة 6 دقائق متواصلة من التصفيق الحار، لم يكن هناك مديح ونفاق وتمثيل و تطبيل.. ولم يهتف احد (ميركل و بس) أو ميركل خط أحمر.
 
 ألمانيا وقفت كجسد واحد تودع زعيمة ألمانيا عالمة الفيزياء الكيميائية والتي لم تغرها الموضه ولا الاضواء ولم تشتري العقارات والسيارات واليخوت والطائرات الخاصه علما انها من ألمانيا الشرقيه سابقا، غادرت منصبها بعد أن تركت ألمانيا في القمه، غادرت ولم يردد اقربائها (احنا كبار البلد)،ثمانيه عشره عاما ولم تغير ملابسها القديمه، الله على هذه الزعيمة الصامته والله على عظمة ألمانيا، في مؤتمر صحفي سألت إحدى الصحفيات ميركل نحن نلاحظ أن بدلتك هذة تكرري لبسها أليس لديك غيرها؟ أجابتها إني موظفة حكومية ولست عارضة أزياء. وفي مؤتمر صحفي آخر سألوها هل لديك عاملات في المنزل يقمن بتنظيف المنزل وإعداد وجبات الطعام وغيرها؟  كانت إجابتها لا ليس لدي عاملات ولا أحتاجهن أنا وزوجي نقوم بهذا العمل في المنزل يومياً.
 
ثم سألت صحفية أخرى من يقوم بغسل الثياب أنت أو زوجك؟ أجابتهم إني أرتب الثياب وزوجي من يشغل الغسالة ويكون عادة في الليل لأن الكهرباء تكون متوفرة ولا ضغط عليها وأهم شيء مراعاة الجيران من الإزعاج والجدار الفاصل بين شقتنا والجيران سميك، فقالت لهم كنت أتوقع أن تسألوني عن النجاحات والإخفاقات في عملنا في الحكومة، والسيدة ميركل تسكن في شقة عادية كأي مواطن هذة الشقة تسكن فيها قبل أن يتم إنتخابها كرئيسة وزراء لألمانيا ولم تغادرها ولا تمتلك فيلا وخدم ومسابح وحدائق، هذه هي ميركل رئيسة وزراء دولة ألمانيا اكبر إقتصاديات أوروبا !!.