أكثر من عام مرّ على بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث سجّلت أول حالة بالفيروس التاجي في مدينة ووهان الصينية عام 2019، لتصبح بؤرة انتشار إلى العالم بأكمله، ولا تزال الإصابات والوفيات في تزايد حتى الآن، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ الفيروس يهاجم الجهاز التنفسي ويتنشر عبر الرذاذ من السعال أول العطس أو لمس الأسطح.

 
وقال الباحث بيدرو ماجالهايس دي أوليفيرا، خبير ميكانيكا السوائل بجامعة كامبريدج البريطانية، إنّ التحدث مع الآخرين عن قرب وليس الرذاذ المتطاير من السعال فقط، يساهم في عدوى فيروس كورونا خاصة في الأماكن المغلقة أو الضيقة المساحة أو التي لا يوجد بها تهوية كافية.
 
وذكر الباحث في دراسة حديثة، أنّه بعد ساعة من تحدث الشخص المصاب لمدة 30 ثانية، يحتوي الهباء الجوي المتبقي على كتلة فيروسية أكبر بكثير من تلك الموجودة بعد سعال واحد، وهذا يعني أنّ القطرات التنفسية الكبيرة قد تتساقط على الأرض وتحمل الفيروس لمسافات قصيرة، بينما يمكن للقطرات الصغيرة المعروفة باسم «الهباء» وهي أشبه بـ«الغبار الجوي» أن تحمل كوفيد 19 لمسافات تزيد عن مترين، وفقا للعربية نقلا عن صحيفة «جارديان» البريطانية.
 
نتائج الدارسة أوضحت أنّ الأمر يستغرق بضع ثوان فقط حتى تنتقل الجسيمات لمسافة تتجاوز مترين، والناس بحاجة لارتداء أقنعة للوجه ولمسافة آمنة وتهوية جيدة حتى لا تتراكم هذه الجسيمات في مساحة داخلية.
 
والتحدث ينتج جزيئات أدق بكثير من السعال، وقد تعلق هذه الجزيئات في الهباء الجوي لأكثر من ساعة بكميات كافية للتسبب في الإصابة، ومسافة مترين ليست آمنة خاصة حال عدم ارتداء كمامة أو قناع للوجه، ولابد من الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
 
وكشف الباحثون عن تطويرهم عدة نماذج لمعرفة حجم القطرات المنبعثة من الأفراد المصابين عند التحدث أو السعال، إضافة إلى العوامل المؤثرة، بما في ذلك تكوين القطرات والوقت الذي تستغرقه للاستقرار، وبحثوا أيضا بمخاطر العدوى مع الأخذ في الاعتبار «الحمل الفيروسي» للأفراد المصابين بكورونا، والكمية المقدرة للتسبب في العدوى، واستند الفريق لدراسات أخرى تتعلق بفيروس كورونا.